شارك هذا الموضوع

مدير مؤسسة المنهاج ‌المغربية : الحسين بثورته القرآنية خاطب العقول كی تنفتح على الحق

مدير مؤسسة المنهاج ‌المغربية : الحسين بثورته القرآنية خاطب العقول كی تنفتح على الحق
 
إسهاماً منا فی إغناء النقاش الحسينی القرآنی حول " المنطلقات القرآنية فی الثورة الحسينية " حاورنا الأستاذ فريد محمد مروان الحسنی مدير مؤسسة المنهاج للثقافة والعلوم فی المغرب وفيما يلی نص الحوار :
 
س 1 - كيف انطلقت الثورة الحسينية من القران؟ وكيف نوفق بين المنهج الحسينی والمنهج القرآنی ؟


ج1) - لقد وعی الحسين واجبه اتجاه الأمانة التی أمنه الله عليها ، ألا وهی حمل الرسالة السماوية من بعد أخيه الحسن ، ليسلك بها الطريق المستقيم كما أراده الله تعالى ، وثار وأعلن أن أساس ثورته هو الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر وقد صرح قبل خروجه من المدينة المنورة قائلا : وإنی لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح فی أمة جدی (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدی وأبی علی بن أبی طالب، فمن قبلنی بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علی هذا أصبر حتى يقضی الله بينی وبين القوم وهو خير الحاكمين ..›› وفی المقابل نجد القرآن الكريم يقول : ( .. ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..) أل عمران أية 104 ، اذا فالانطلاقة هی قرآنية وليست ذاتية ، وعندما نتأمل فی كلام الحسين نجده يخاطب عقول الناس لكی تنفتح على الحق ‹‹.. فمن قبلنی بقبول الحق فالله أولى بالحق ..›› ، ولم يكن فی أسلوبه عنف أو ما يعبر عن ذاتية الإنسان‹‹ .. ومن ردّ علی هذا أصبر حتى يقضی الله بينی وبين القوم وهو خير الحاكمين .. ››، فهذا السلوك وهذا المنهاج هو سلوك ومنهاج قرأنی ، واذا تأملنا فی حديث الثقلين .. "إنی تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتی أهل بيتی، وأن اللطيف الخبير أخبرنی أنهما لن يفترقا حتى يردا علی الحوض.."، سيبدو لنا واضحا كوضوح الشمس فی وسط النهار أن الحسين لا يتحرك إلا ومع القرآن ، كما صرح لنا الذی لا ينطق عن الهوى محمد رسول الله - ص - .


س 2 ما هی الأسس والدوافع القرآنية التی أدت ثورة سيد الشهداء ضد الطغيان الأموي والتحريف القرآنی ؟


ج2) - عندما أرسل يزيد ابن معاوية إلى والی المدينة الوليد ابن عتبة قائلا له : .. أما بعد ، فخذ حسينا بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايع .. فأرسل الوليد فی طلب الحسين، ولما جاء الحسين قال مروان ابن الحكم للوليد : ..احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه.. الطبری ج 3 ص 269/271 وابن الأثير ج3 ص 378 ، فكان رد الحسين : <<...يا ابن الزرقاء ، أنت تقتلنی أم هو ؟ كذبت والله وأثمت ... إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة ، بنا فتح الله وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ، ومثلی لا يبايع مثله ، ... >> ومن أقواله كذلك : << ..على الإسلام السلام اذا بليت الأمة براع مثل يزيد ، ويحك يا مروان ، أتأمرنی ببيعة يزيد وهو رجل فاسد ؟ لقد قلت شططا من القول .. >> فالحسين كان يعلم من هو يزيد ابن معاوية كما أن الأمة كذلك كانت تعلم ، الا أنها كانت منهزمة ومغلوبة على أمرها .. ومن هنا أنيطت المسئولية الكبرى للخليفة الشرعی لرسول الله - ص - وهو الحسين الذی أعلن ثورته ضد الفساد والبغی والظلم .. انطلاقا من قوله تعالى : ( .. ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..) أل عمران أية 104 وكانت شعاراته واضحة وضوح الشمس << .. إنی لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ، ولا مفسدا ، ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح فی أمة جدی ، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، فمن قبلنی بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علی هذا ، أصبر حتى يقضی الله بينی وبين القوم بالحق ، وهو خير الحاكمين .. >> .


س 3 - عندما يعيش الإنسان عاشوراء ، يجب أن يعيشها بدلالات جديدة مستمدة من الواقع الذی يعيش فيه ، ويربطها بقضية زمنه ويتفاعل مع هذه القضية بكل مقاييس وشعارات ومواقف الحسين القرآنية .الشعائر الحسينية كيف تستطيع ان تقوم بدورها فی تفعيل القرآن واستمرار الحركة القرآنية الاصلاحية بين الجموع وايضا كيف نستخدم هذه الشعائر فی سبيل الوحدة الإسلامية ؟


ج3) - إحياء عاشوراء الحسين هی من تقوى القلوب كما جاء فی الآية القرآنية الكريمة : ( .. ومن يعظم شعائر الله..) ،ويجب على المسلمين الدين لهم ارتباط برسول الله محمد – ص – أن يحيوا هده الذكرى فی حياتهم ، حتى تتنامى وتتسم فی كل ساحة يتحرك فيها الإسلام فی خط أهل البيت الدين هم مع القرآن ولن يفترقا حتى قيام الساعة ، وعندما يعيش الإنسان عاشوراء ، يجب أن يعيشها بدلالات جديدة مستمدة من الواقع الذی يعيش فيه ، ويربطها بقضية زمنه ويتفاعل مع هده القضية بكل مقاييس وشعارات ومواقف الحسين القرآنية .


وعاشوراء الحسين التی وحدت الصفوة الطيبة التی استشهدت على اسم الله وفی سبيل الله ، والتی وحدت المتخلفين عن حمل الرسالة الإسلامية على القيام بواجبهم المقدس اتجاه أمة رسول الله - ص -فثاروا وجاهدوا ضد دولة الباطل فی كل زمان ومكان ، قادرة أن توحدنا اليوم من جديد ضد أی ظلم أو خطر قد يلحق بالأمة الإسلامية ، والساحة الآن تحتاج إلى الوحدة أكثر من أی زمن مضى ، فالعدو متربص بالجميع لا يميز بين لون وطائفة ما دام الجميع يعيش فی دائرة الإسلام ومتجه نحو قبلة واحدة . علينا كأمة مسلمة أن تكون نفوسنا مليئة بالله وبحبه وتكون ذكرى عاشوراء جزء من حب الله ، لأن الحسين حبيب الله ومن أحب حسينا فقد أحب الله ورسوله ، ولننطلق متحدين وبكل قوة ضد كل طغيان على أمتنا من أجل عزتها وكرامتها .


س 4 - كما تعلمون ان للمنبر الحسينی دور اساسی فی ارساء المنهجية القرآنية وتفعيل الفكر المنفتح الاصلاحی وكان واجهة للمعارف القرآنية والسنة الشريفة بينما فی وقتنا الحالی قد ترك دوره الی الوعظ والبكاء والمصيبة .. كيف يتم استعادة المنبر الحسينی الی وسيلة الی التعقل والتفكر كما كان ؟


ج4) - عندما يعيش الانسان المسلم الحزن على قضية عاشوراء الحسين ، يجب أن لا يكون حزنا ذاتيا انفعاليا تقليديا لا يتحرك ، بل يجب أن يكون حزنا انسانيا رساليا ليكون فعالا فی الحياة ، منفتحا على كل مواضع المأساة فی ساحاتنا الاسلامية وما أكثرها اليوم .. !!! ومن الواجب علينا كمسلمين وكما تقتضيه رسالة السماء أن نحب الحسين ونمشی على دربه ، لأنه أحب الله وحمل رسالة الله وجاهد فی سبيل الله وأعطى كل شیء يملكه لله ، وأراد أن يصلح فی أمة جده رسول الله - ص - . و يجب على المنبر الحسينی أن يستخلص العبر الحسينية القرآنية لترسيخها فی نفوس الناس ليفكروا فی قضايا أمتهم من خلال الإسلام المحمدی الأصيل ، ليصلحوا ما فسد فی هذه الأمة ، حتى يصير كل فرد مسلما يحمل هم الإسلام كله وهم المسلمين كلهم بعيدا عن العصبية والذاتية والقومية .. لنعيش رسالية الإسلام فی كل الساحات الإسلامية .


س 5 - وعاشوراء الحسين التی وحدت الصفوة الطيبة التی استشهدت على اسم الله ، والتی وحدت المتخلفين عن حمل الرسالة الإسلامية على القيام بواجبهم المقدس اتجاه أمة رسول الله - ص -، قادرة أن توحدنا اليوم من جديد ضد أی ظلم أو خطر قد يلحق بالأمة الإسلامية
كما تعلمون طبقا لنص القرآنی الجهاد فی سبيل الله ورفض الظلم امر موكد وواجب علی كل مسلم ومسلمة وايضا هذا المنهج كان مبنی لثورة الامام الحسين (عليه السلام) .. برايكم ماهی الاسباب التی جعلت تعظيم هذه الشعيرة منحصرة بالشيعة ؟


ج5) - كما هو معلوم للجميع أن مذبحة عاشوراء والتی راح ضحيتها أهل بيت النبوة وعلى رأسهم الحسين وبعض المؤمنين من صحابة رسول الله وصحابة الامام علی ، وكما هو معلوم كذلك أنه لم يسبق فی تاريخ البشرية أن وقعت مجزرة ومذبحة من هذا النوع فی حق الانسانية ، بحيث ذبح الرجال والأطفال الرضع من الوريد الى الوريد وقطعت الرؤوس ووضعت على الرماح ليطاف بها أرجاء دولة الخلافة ، ووطئت أجساد الموتى بحوافر الخيول ، وسبيت النساء والأطفال من كربلاء العراق الى قصر الخليفة بدمشق مكبلين بالقيود والسلاسل مكشوفات حافيات عاريات ويضربن بالسياط وعذبن أشد تعذيب .. ، انها والله لأشنع جريمة ارتكبت فی تاريخ الانسانية ، فاذا عرضنا هذه المأسات اليوم على أی انسان له ذرة من الانسانية دونما أن نفصح عن هوية الناس الضحايا ، فأكيد سيتعاطف مع هؤلاء الضحايا وسيحزن لهم وسيدين بكل قوة مرتكب هذه الجريمة ، كيف بنا ونحن مسلمين!؟، والضحايا المذبوحة والمقطعة الرؤوس من خيرة أهل بيت النبی الذی أوجب الله علينا مودتهم فی القرأن الكريم !؟، كيف بنا والرسول فی أخر لحظة من حياته يوصينا بعترة أهل بيته التی لن تفترق مع القرأن حتى يرد عليه الحوض!؟ ، كيف وجيش الخلافة هو من نفذ مجزرة ومذبحة عاشوراء فی حق أهل بيت خاتم الأنبياء والمرسلين على مرأى ومسمع من العالم كله !؟ ، كيف .. كيف..وكيف.. ؟! فالخليفة الأموی يزيد ابن معاوية كان يعرف جيدا ما هو نوع الجريمة النكراء التی ارتكب والتی لن تسكت عنها جماهير الأمة التی ستوقظهم زينب أخت الحسين وبنت رسول الله - ص - التی شهدت المذبحة من البداية إلى النهاية والتی ستكمل مشوار أخيها الشهيد فی فضح أركان هذا النظام الخارج عن ملة الإسلام المحمدی رغم تخفيه فی جلباب الإسلام، لتتحرك الأصوات المنددة بيزيد وعرشه من داخل قصره .. ، وكما جرت العادة عند أبيه معاوية فی تزييف وتضليل الحقائق سيعمل الولد وبمساعدة الدين باعوا دينهم ، على تأويل ماجرى فی عاشوراء لصالحه حفاظا على كرسی الخلافة ونشوة الحكم المستبد، وهكذا ستتحرك الدولة الأموية بكل أجهزتها المخابراتية والعسكرية والمدنية والدينية والاعلامية و...، لجعل القضية فی صالحها وترمی اللوم على الضحية وتصفهم بالجناة والمارقين و.. ، وستحاول اخماد أية تضاهرة أو مسيرة استنكارية للمذبحة أينما كانت ،..، وقد ضرب جيش الخلافة الكعبة المشرفة بالمنجنيق وقتلوا العشرات من المسلمين الأبرياء ، وأستبيحت مدينة رسول الله ثلاثة أيام لجيش الخلافة يصنع فيها ما يريد قتل الرجال والنساء والأطفال ونهب أموال الناس واغتصب بنات المسلمين وزوجاتهم و... وفی المقابل أغدق بالعطاء الكثير على بائعی الضمير والدين ليبقوا ساكتين ، .. وزيفت الحقيقة .. وتعاقبت الحكومات والأجيال ، وبقی الحال على ما هو عليه.


وفی المقابل كان هناك خط أخر ، خط كان على العهد والوفاء لرسول الله ، على العهد والوفاء لعلی والحسن ، على العهد والوفاء لسيد الشهداء ، بقی مخلصا محافظا على بويضة الإسلام وقدم فی سبيل ذلك الغالی والنفيس ، هذا الخط هو خط أهل البيت ، خط العترة الطاهرة التی قال فيهم الذی لا ينطق عن الهوى رسول الله محمد - ص - ..كتاب الله وعترتی أهل بيتی لن يفترقا حتى يرد علی الحوض.. ، ومحبو هذا الخط والى اليوم ، لا زالوا يشاركون عترة النبی فی أفراحهم وأحزانهم ، لأن وصية النبی الكريم لا زالت فی أدانهم وستبقى جيل بعد جيل ..


س 6 - إرساء الحرية لن يكون إلا عن طريق العزة والكرامة والإصلاح والنهی عن المنكر والأمر بالمعروف والتضحية والإيثار والفداء وإباء الضيم والإخلاص لله ولرسوله.. هكذا علمنا الحسين . من الدوافع التی ادت الی ثورة الامام الحسين(ع) تخلص من الذلة وارساء مبدئ الحرية فی المجتمع وهذا ما اكد الله تعالی فی آية157 من سورة الاعراف .. يا حبذا تشرح لنا هذا الموضوع ؟


ج6) - عندما نتأمل فی شعارات الإمام الحسين : << .. ألا وأن الدعی ابن الدعی ، قد ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة .. >> ، << .. ألا وانی لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما ... >> ، << .. لا أعطيكم بيدی إعطاء الذليل ، ولا أقر لكم إقرار العبيد .. >> ... سنجدها ربانية محضة ، وكيف لا وهو ابن بيت النبوة !!


إن الله سبحانه وتعالى لم يفوض إلى المؤمن أن يذل نفسه ، بل طلب منه أن يكون حرا كريما ، اذ قال فی محكم كتابه العزيز : ( ..ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ..) المنافقون أية 8 ، والإنسان ليست له الحرية فی أن يذل نفسه ويرضخ لعبودية المستكبرين ، ( ..إن الذين توفاهم الملائكة ظالمی أنفسهم قالوا فيم كنتم ، قالوا كنا مستضعفين فی الأرض ، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ..) النساء أية 97 ، فالذلة تولد الظلم وتقويه ، وتعطی للمستكبر شرعية الوجود والبقاء ، فيزول العدل الذی هو سر سعادة الإنسان وتعم الفوضى ، لهذا كان مصير الذين فضلوا البقاء فی حالة الاستعباد وتحت ظلم المستكبرين ، هو جهنم ، لهذا كان الحسين يرفض الإذعان ليعلم الناس كيف تعيش حرة ..، وإرساء الحرية لن يكون إلا عن طريق العزة والكرامة والإصلاح والنهی عن المنكر والأمر بالمعروف والتضحية والإيثار والفداء وإباء الضيم والإخلاص لله ولرسوله..


ثار الحسين..لأنه رأى الجاهلية الأولى تستيقظ من جديد !! ، وأصبح الجهاد المقدس هو القتل الجماعی للأبرياء !!، وصارت سيوفه بيد قبضة الجلاد !!، وانقلبت القيم وسحقت التعاليم !!، وذهبت الرياح بجهود المجاهدين !!، واتكأ النمرود على سنة إبراهيم !!، ولبس قيصر عمامة رسول الله – ص - !! ، فصارت الصلاة خداعا للجماهير !! ، والزكاة نهبا ومصادرة إلى قصر الخضراء فی دمشق !! ، والتوحيد ستارا للشرك !! ، والحديث عرضة للوضع والتزوير !! ، فتهاوت السياط وملئت السجون وصودرت الحريات وقطعت ألسن واشتريت أخرى.. !! ، حتى صار الصمت على الباطل سنة ، والنطق بكلمة الحق بدعة !! ، واذا ما بحثت عن أصحاب السابقة والجهاد ؟! ، تجد فئة تقاضت الثمن على ذلك بإمارة أو ولاية !!، وتجد أخرى قد اعتزلت إلى العبادة هروبا من الفتنة !!، وفی الفتنة سقطوا .. !!..


هذا هو الوضع الذی رآه الحسين سبط رسول الله - ص - .. ، وهنا وقف أبا الأحرار .. فأمعن النظر .. ليجد نفسه مسئولا عن دين جده رسول الله - ص - .. فخرج ثائرا ومصمما على ذك قلاع الظلم ، رغم أنه لا يملك سلاحا غير الموت والشهادة التی عرف كيف يتقنها ، واطمأن إليها بلا تردد .. ليعلم العالم أن النصر ليس فقط بالغلبة على العدو ، وأن الشهادة ليست موتا يفرضه العدو على المجاهد ، بل الشهادة عند الحسين أكبر بكثير مما نعتقد ، فالشهادة عنده ضمانا لحياة الأمة وأساسا لبقاء العقيدة الإسلامية ، وهتكا لأقنعة الخداع والزيف والظلم ، وإثباتا لجرائم القوى الحاكمة ، وإدانة للقيم الجاهلية ، وزوالا لهذا النظام الظالم المستبد .. فقد أعطى الإمام الحسين باستشهاده للإنسانية معناها ، وللحرية روحها ، وعلمنا بأن الحياة إن هی إلا عقيدة وجهاد..، لقد قال الحسين كلمته وأدى دوره ، من أجل ولادة جيل جديد وإيمان جديد .. !!فالسلام عليك يا مصباح الطريق ويا سفينة النجاة و يا أبا الأحرار.


 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع