شارك هذا الموضوع

مكتبة الخلاني تنجو من الدمار

مكتبة الخلاني تنجو من الدمار


نجت مكتبة مسجد الخلاني وسط العاصمة بغداد الغنية بالتراث من ألسنة النيران الناجمة عن انفجار شاحنة مفخخة قبل ثلاثة أسابيع أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 65 شهيداً و130 جريحاً . ويقول صالح حسين الحيدري رئيس الوقف الشيعي في العراق إننا لم نكن نتوقع أن تخرج المكتبة سالمة من هول الانفجار وتنجو عشرات الآلاف من كتبها ومصادرها من ألسنة النيران التي التهمت موقع الانفجار . وأضاف الحيدري " لم تحترق المؤلفات والكتب لكن قسماً منها أصبح تحت الأنقاض ونعمل على استخراجها بعناية وإعادة تصنيفها وترتيبها مجدداً بعد أن نعيد تأهيل المكتبة " . ويرجع تأسيس المكتبة إلى العام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية وكانت محطة لمختلف فئات الشعب وساهمت في إشاعة المعرفة والعلوم، وكانت قاعات المكتبة مكاناً لأول معرض شامل للكتب في العراق عام 1955 عرضت في إطاره الإصدارات منذ ظهور الطباعة في البلاد والمؤلفات التي تعنى بشتى صنوف العلم والمعرفة . وقال الحيدري " بعد ذلك، شهدت المكتبة نمواً كبيراً في مصادرها وضمت كتب المذاهب الإسلامية المختلفة والمؤلفات التاريخية والقانونية وكتب الفلسفة وساهم في إنمائها متبرعون أهدوها العديد من الكتب، وقد أدت عملية التفجير قرب مسجد الخلاني الشيعي إلى انهيار احد جدرانه وتصدع قبته الكبيرة فضلاً عن سقوط الجدار الخارجي للمكتبة . وأضاف الحيدري بأن المكتبة تتكون من طابقين وفيها خزانة للكتب وقاعة للمطالعة ويحيط بجدرانها في الطابقين خزانات زجاجية تستخدم لعرض الكتب تهشمت جميعها بفعل الانفجار، وقد أعيد تأثيث المكتبة وتزويدها بالكتب والمصادر بعد سقوط النظام السابق عام 2003 لكنها لم تفتح أمام رواد المسجد لأسباب وصفها الحيدري بأنها " إجراءات أمنية " .
وأضاف أن المكتبة أغلقت عام 1980 عندما جاء فريق من وزارة الأوقاف وسحب جميع الكتب ذات العلاقة بالفقه الشيعي والدراسات عن الأئمة وكل ما يتصل بالفكر الجعفري والكتب التي ينتمي مؤلفوها إلى أسر عريقة بينها الصدر والحكيم والحيدري، وأشار إلى أن الخيرين تمكنوا من إنقاذ عدد كبير من الكتب من الإتلاف وإعادتها بعيداً عن الرقابة حيث تم حفظها في أماكن بعيدة . وتهدم أحد جدران المكتبة الأربعة المحاذي للشارع بشكل كامل كونه قديم ولم يتم بناؤه بواسطة مواد البناء الحديثة . ويعرف المسجد بمرقد الخلاني نسبة إلى ثاني النواب الأربعة للإمام المهدي المنتظر(عج) واسمه أبو جعفر محمد بن عثمان الأسدي . ويعتبر قبر الخلاني مزاراً يقصده زوار العتبات المقدسة في العراق . أما النواب الثلاثة الآخرون للإمام المهدي (عج) فهم عثمان بن سعيد الأسدي الخلاني (والد محمد بن عثمان) والشيخ أبو القاسم حسين النوبختي وأبو الحسن علي بن محمد السمري وتتوزع مراقدهم في أماكن متفرقة في بغداد . ويعد العلامة الراحل الشيخ أحمد الوائلي أول خطيب لهذا الجامع ومن أشهر المحاضرين فيه وكان العراقيون يحتشدون في باحة الجامع والمصلى الذي يتسع لأكثر من 300 شخص للاستماع إلى خطبه . وكان الوائلي يلقي محاضراته بعد صلاة العشاء وتحديداً في أمسيات رمضان وأيام عاشوراء وكانت الأماكن المحيطة بالجامع تكتظ بالمستمعين، ويقول أبو حسن (60 عاماً) أحد المترددين الدائمين على مسجد الخلاني منذ السبعينات أن المكتبة كانت شهيرة بمصادرها ومؤلفاتها الثرية بل واحدة من أهم المراجع في المعرفة والفقه قبل أن تغلق أبوابها مطلع ثمانينيات القرن الماضي .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع