ابتدأت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية لموسم محرم لعام 1447 هـ، وذلك في ليلة الحادي من الشهر، حيث سبق البرنامج تلاوةٌ عطرة للقرآن الكريم بصوت القارئ حسن علي حسن، تلتها زيارة الإمام الحسين عليه السلام بصوت الرادود جعفر سهوان. جاء عنوان المجلس الأول "ضرورة المعرفة"، وافتتحه سماحة السيد عدنان الكراني بمقطع من إحدى زيارات الإمام الحسين عليه السلام: "وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء." ثم طرح سماحته سؤالًا ضمنيًا: لماذا هذا التركيز على الحسين عليه السلام والتفاصيل المرتبطة به؟ وقد أجاب عليه بما ورد من وصايا النبي محمد صلى الله عليه وآله في شأن الحسين، ومنها ما رواه حذيفة بن اليمان، قال:"رأيت النبي (ص) آخذاً بيد الحسين بن علي عليهما السلام، وقال: أيها الناس، هذا الحسين بن علي، ألا فاعرفوه وفضّلوه، فوالله لجده أكرم على الله من جد يوسف بن يعقوب عليهما السلام، هذا الحسين بن علي جده في الجنة، وجدته في الجنة، وأمه في الجنة، وأبوه في الجنة، وعمه في الجنة، وعمته في الجنة، وخاله في الجنة، وخالته في الجنة، وأخوه في الجنة، وهو في الجنة، ومحبوهم في الجنة، ومحبو محبيهم في الجنة."
المحور الأول: أقسام المعرفة وركائزها ، قسّم سماحة سماحته المعرفة إلى نوعين: الأول المعرفة السطحية: وهي المعرفة العامة التي تشمل اسم الحسين عليه السلام ونسبه وبعض المعلومات الأولية عنه. الثاني : المعرفة الكمالية: وهي معرفة المقامات التي أعطاها الله للحسين عليه السلام حتى بلغ تلك الدرجة العظيمة. وقد أشار إلى أن السعي نحو معرفة الإمام الحسين يبدأ من الرسول محمد صلى الله عليه وآله، واستشهد بما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام، إذ قال للمفضل: "يا مفضل، هل عرفت محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين: كنه معرفتهم؟" قال: "يا سيدي، ما كنه معرفتهم؟" قال: "يا مفضل، من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى..." (ثم استكمل الحديث ببيان علومهم ومقاماتهم الربانية.) وبيّن سماحته أن العلم بفضل هؤلاء لا يكفي وحده، بل يجب أن يُقرّ الإنسان به في قلبه، ويتشرّبه وجدانًا، ويطبقه في سلوكه، لأن حضور المجالس الحسينية لا ينبغي أن يكون مجرد عادة موسمية، يعود بعدها الإنسان إلى سابق عهده، بل لا بد أن تؤثر هذه المعرفة في مستقبله وسلوكه. فالمعرفة الحقيقية هي التي تغيّر الإنسان، وتفتح له أبواب النجاح في الدارين.
المحور الثاني: الوراثة الحسينية ، تحت هذا العنوان تناول سماحته معنى وراثة الإمام الحسين عليه السلام للأنبياء والرسل والأوصياء، مستندًا إلى زيارة وارث التي تؤكد هذا المعنى. وأكد على أهمية قراءة هذه الزيارة كما وردت دون زيادة أو تغيير، حيث قسمت الوراثة إلى دائرتين: الدائرة الأولى وراثة للأنبياء، وهم: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وآله. الدائرة الثانية : وراثة لأسماء مخصوصة دون غيرها مثل السيدة خديجة و فاطمة الزهراء عليهم السلام ، وقد يرجع ذلك إلى احتمالين ، الأول : امتلاكهم درجة من العصمة لا يملكها غيرهم ، و الاحتمال الثاني لخصوصية أدوارهم الاستثنائية في حركة الرسالة. وأشار سماحته إلى أن مسألة الوراثة ليست حصرًا على الحسين عليه السلام، فقد ورد وصف الإمام الرضا عليه السلام بـ"وارث". الحسين عليه السلام هو المكمل لخط الأنبياء والرسل لأنه أعاد الأمة إلى مسارها الصحيح من خلال نهضته و ثورته على الظلم ، وبيّن أن بقاء ذكر الحسين هو بقاء للإسلام نفسه، وأن تخليد نهضته لا يكون إلا من خلال تخليد رسالات الأنبياء وأدوار الأوصياء. وختم سماحته بوصية الإمام الحسين عليه السلام لابنه زين العابدين: "يا ولدي، بلّغ شيعتي عني السلام، فقل لهم: إن أبي مات غريبًا فاندبوه، ومضى شهيدًا فابكوه"
الكراني ليلة الحادي من شهر محرّم الحرام لعام 1447هـ/2025م




































التعليقات (0)