شارك هذا الموضوع

البلادي ليلة التاسع عشر من شهر رمضان لعام 1445هـ/2024م

واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وهي ليلة ذكرى ضربة الملعون عبدالرحمن بن ملجم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في محرابه ، و قد ابتدأ سماحته بحديث عن النبي الأكرم (ص) " حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة " ، الحديث الشريف نقله علماء المسلمين كافة ، من الخاصة الشيخ المجلسي و الشيخ يوسف وكثير من الأعلام ، و أما من جهة العامة فرواه الخوارزمي عن أنس بن مالك و الديلمي و غيرهم ، والكلام حول دلالة هذا الحديث و الإشكالات حوله .

نُقسم الحديث الى مقطعين لنجاوب على الإشكالات ، المقطع الثاني " وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة " ، هناك جملة من الأمور تطرّق لها القرآن الكريم التي ينبغي للإنسان أن يتوقف عنها ، و هي مسألة حبط العمل وهو أن تأتي بأعمال حسنة ويترتب عليها آثار إيجابية تعود بالنفع الى العامل بها كما تترتب آثار على الأعمال السيئة مثل الحسد وغيرها ، و لاشك أنّ حبط العمل أثر وضعي يقدم عليه الإنسان باختياره ، المقطع الأول " حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة " ، هناك عدة اشكالات نطرحها ، الإشكال الأول أن هذا المقطع يدل على أن حب أمير المؤمنين يجرّ الناس الى الإغراء بالجهل وهو قبيح عقلًا و حرام شرعًا ، ونرد على ذلك من عدة جهات ، من الجهة الأولى من يقول بذلك أنه يصطدم مع باب التوبة ، من سورة الزمر " ۞ قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ " ، و باب الشفاعة أيضًا يجعل هذا الإشكال مصطدمًا معهما .

الإشكال الثاني يطرحه بن تيمية ، فيقول عدم وجود حديث (حب الله أو حب محمّد ) يجعل هذا الحديث مكذوبًا ، فنردّ عليه أنه من جهة السند فالحديث صحيح ، و من جهة المعنى أن حب علي ليس حبًّا كحب المؤلهة الغلاة فهذا خارج النقاش ، وانما حب أمير المؤمنين هو حب الله و حب رسول الله (ص) ، فلا خلاف بينهما وهما حب واحد ، وقد ورد عنه (ص ) " يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله . الإشكال الثالث أن الحديث يتعارض مع القاعدة الفقهية في أن الحديث يتعارض مع القرآن الكريم ، من سورة القصص " مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84) ، ونردّ على ذلك أولًا أن المشكل على ذلك لم يتلفت لآيات أخرى ، من سورة هود " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) " ، و حب على أعظم حسنة ، ثانيًا السيئة على نوعين ، هناك سيئة مع اصرار وتجاهر وهذا خارج حديثنا ، وهناك سيئة من غير اصرار فتزلّ قدم الإنسان و يرتكب الذنب و يتوب بعدها وهي التي لا تضرّ ، بل أن الله تعالى يُمهّد التوبة الى شيعة أمير المؤمنين كرامة له (ع) .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع