شارك هذا الموضوع

الصفا ليلة السابع من شهر رمضان لعام 1445هـ/2024م

واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السابع من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وتحت عنوان " خصائص مؤمن آل فرعون في القرآن " ، ابتدأ سماحته بآيات كريمة من سورة غافر " وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ " ، المتأمل في آيات القرآن ، يجد أن الله عز وجل خلّد أناسًا في كتابه لبيان عظمتهم وجلالهم عنده عز وجل ، و في المقابل خلّد آخرون ليكونون عبرة للمتمردين كفرعون ونمرود و زوجة لوط و زوجة نوح . أمّا مؤمن آل فرعون آمن بدعوة النبي موسى سرًا وكان الأذن التي يعلم بها ما يخطط اليه فرعون وجنوده ، وكان يملك منطقُا وحُجة بالغة ، نجد الآيات التي تحدثت حول صاحب هذه الليلة ( أبي طالب عليه السلام ) شبهته بمؤمن آل فرعون الا أنه يطلق عليه مؤمن قريش

تعددت الأقوال في اسم مؤمن آل فرعون ، الرأي المشهور هو حزقيل وهو الرأي المشهور ، وبعض الروايات حزبيل وبعضها حبيب ، هذا الرجل ذهبت بعض الروايات أنه ابن خال فرعون أي بينه و بين فرعون قريبة ، وقول آخر قال أنه أخو زوجته آسيا بنت مزاحم ، كان يشغل منصبًا مرموقًا وكان أمينًا لخزينة الدولة ، أي كان شخصًا فاعلًا له منزلته الرسمية في الدولة ، بعد النزال الحاسم بين السحرة و نبي الله موسى ، أظهر مؤمن آل فرعون إيمانه في تلك الساعة ، وقد تحدثت الروايات حول عاقبته ، بعض الروايات كالواردة عن الصادق (ع) أن فرعون تشفى فيه و قتله إربًا إربًا ، و رواية أخرى ينقلها الطبرسي في مجمع البيان أنه نجى و قطع البحر ، أما زوجته وهي صبانة الماشطة وهي مؤمنة أيضًا كانت متسترة بإبمانها حتى رمى فرعون أبنائها الأربعة واحدًا تلو الآخر في الزيت لتتبرأ من دينها لكنها كانت ثابتة .

الروايات تقول أنه كان منطق الحجة و الإقناع ، و ما كان يشك فيه فرعون قيد أنملة و رأيه سديد ووجيه ، و هذا الرجل الجليل ربطت الروايات بينه و بين أبي طالب ، مؤمن آل فرعون صاب إرادة و عزم ثابت ، و يملك علمُا و عقيدة راسخة ، و ما كان ليفكر في ذاته بل كان يحمل دعوة الأنبياء ، و كان له بالغ الأثر في زوجته صباتة و اخته آسيا ، أيضُا عندما نتحدّث عن أبي طالب عليه السلام أشارت النصوص الكثيرة حول علاقته برسول الله (ص) و تشبيهها بعلاقة حزقيل ، وبعض الروايات شبهت علاقته مع قومه بأصحاب الكهف ، عن الحسن بن علي العسكري (ع) " ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسوله (ص) : انى قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سرا وشيعة تنصرك علانية، فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم أبو طالب، واما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: وقال: ان أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم ايمانه." ، ورواية أخرى " إن أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف حين أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين " . هذا الكلام صريح لبيان عظمة أبي طالب ، حيث وقف وقفات عظيمة مع النبي (ص) و لم يقدروا عليه قريش و لم يكادوا يجرأون على المساس به.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع