شارك هذا الموضوع

السيد ميثم المحافظة ليلة الثلاثين من شهر رمضان لعام 1444 هـ

واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة الثلاثين من شهر رمضان لعام 1444 هـ ، وتحت عنوان " الوعد و الوعيد " ، ابتدأ سماحته الكلام بمقدمة ، معنى الوعد هو أن الله يعد الإنسان الثواب على العمل الذي يُنجزه " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) " والله لا يخلف وعده ، لكن معنى الوعيد هو وعد بالشر و العقوبة ، عن النبي (ص) " من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار " . الله في الوعيد فيه بالخيار ان شاء عذب و ان شاء عفا عنه وهو ما يعتقد به الإمامية حيث الله لا يخلف وعيده عندما يعفو لكنه وعد باستجابة التوبة . و الوعيد بشرط عدم تحقق التوبة ، فلا يجوز لله التحويل .

الشيعة الإمامية يرون أن الله يفي بوعده و هو ليس بظلام للعبيد ، و هو كتب على نفسه الرحمة بشرط عدم الظلم ، ويعطي مجالًا للعبد و يفتح له نافذة عمل للتوبة ، بعض فرق المسلمين حيث يتفق معنا المعتزلة في نفس العقيدة الى حدّ ما ، وهي أن الله يجب عليه أن يفي بوعده ولا يجب عليه أن يفي بوعيده لأن ذلك مُستحسن عند العقلاء ، و نحن نضيف بشرط عدم الظلم حتى لا ينفلت الأمر . و الله سمّى نفسه (غفّار) من أجل المؤمن ، و لكي لا يعذب عباده الا الأشقياء ، من ثمرات عقيدتنا الأمل بالله و عدم القنوط " ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)" .

هناك فرقة أخرى يُطلق عليه الوعيدية لعلها تميل الى الأشاعرة في قولها ، وهو أنه يجب على الله أن يفي بوعده و وعيده و نرد على الأمر بأن ذلك فيه إغلاق لباب الرحمة و التوبة و المغفرة ، بعض الفرق ترى بأن الله يفعل ما يشاء فيُذهب من يشاء الجنة و يُذهب من يشاء الى النار كافرًا كان أم مؤمنًا ، و يستدلّون بذلك " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) "، و " ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ (18) " وهم يأخذون بالآيات في غير مواضعها ، وهذا المنطق ينافي العدالة الإلهية ، وهو المنطق الأعوج يجعل الظالم في صف المظلوم ، وهذه عقيدة بني أمية الذين يترضّون على القاتل و المقتول و يبررون جرائم الظلمة و أفعالهم . فهذه عقيدة فاسدة .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع