شارك هذا الموضوع

السيد ميثم المحافظة ليلة التاسع و العشرين من شهر رمضان لعام 1444 هـ

واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة التاسع و العشرين من شهر رمضان لعام 1444 هـ ، وتحت عنوان " الفضول و الفضولي " ، ابتدأ سماحته حديثه بمقدمة حيث أن الفضول في كتب اللغة و المعاجم يُرى من جهتين ، جهة إيجابية وجهة سلبية ، الفضول هو الرغبة الداخلية المحرّكة للعلم و الفهم و المعرفة . ندعو للبحث عن المعرفة لكن من دون هتك ستر الآخرين بطلب معرفة ما عندهم و لا تبحث فيما لا نفع فيه ، و الفضولي هو الحالة السلبية من الفضول ، فيتدخل الفضولي في خصوصيات الآخرين .

نمو الفضول بالجانب الإيجابي أو السلبي عند الإنسان له أسباب كثيرة ، أول تلك الأسباب هي الأسباب الوراثية البحتية وعادة يكون في الطفل وهو ما يسمى بالفضول البريء ، و ينبغي للأسرة تنظيم ذلك الفضول و توجيهه ، هناك أسباب أسرية حيث أن الأسرة مُعتادة على التدخل في خصوصيات الأخرين و تجاوز الحدود الشرعية من نميمة و غيبة فينمو ذلك السلوك في أفراد الأسرة . السبب الثالث المجتمع . هناك ثلاثة أقسام من المجتمعات ، الأول المجتمع الخليط الذي لا يحتوي على صبغة ايمانية وهذا المكان يتولّد فيه الفضوليين ، المجتمع الثاني هو المجتمع المنضبط و الذين يحملون الإيمان و لا يسمحوا للآخرين بالتدخل في الشؤون الخاصة ويقمعوا تلك الظاهرة ، المجتمع الثالث هو المجتمع الكسول و الذي تغيب عنه الكلمة و المؤسسات التربوية ولا توجد به أي حركة توعوية من مسجد أو مأتم وهو مجتمع فضولي بالتأكيد ويحتاج الى معالجة .

هناك اختلاف بين فضول المرأة و فضول الرجل ، لكل جنس اهتماماته ، فما يهتمّ به الرجل يختلف عمّا تهتمّ به المرأة ، فلابد للطرفين مراعاة هذا الجانب وتفهّم تلك الطبيعة ، وهناك اختلاف بين فضول الطفل و فضول البالغ ، فيجب التحنّن و الرفق بالطفل عند فضوله ولا ينبغي قمعه ، حيث يفهم عند نضوجه وبلوغه الرشد . الفضول الإيجابي هو الرغبة في الفهم و الإكتشاف وهي كفاية عليا عند التربويين ، حيث يكتشف الإنسان بنفسه المخرجات و النتائج و هو الفضول المطلوب ، وهذا الفضول يولّد البحث و الدراسة و المعرفة . الفضول السلبي هو سلوك مزعج ، من سورة المائدة : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ "، و لقد وردت الكثير من الروايات عن الأئمة التي تنعة المؤمن عن الهذر و كثرة الكلام و إزعاج الآخرين و إيذائم بالفضول . عنه (ع): " إياك والهذر، فمن كثر كلامه كثرت آثامه "

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع