شارك هذا الموضوع

الدمستاني يوم التاسع من المحرم لعام 1443هـ

واصل سماحة الشيخ جاسم الدمستاني سلسلة مجالسه الحسينية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك في يوم التاسع من المحرم الحرام لعام 1443 ، وهو اليوم المخصص لرثاء علي الأكبر ( ع ) ، وقد ابتدأ سماحته بالآية الكريمة من سورة الأحزاب " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) " ، نلمح في القرآن الكريم مسألةً مهمة وهي المباني القرآنية التي ابتنت عليها حركة الحسين ، ونجد آيات تختصر في معرفتها بكلمة واحدة ، كآية الإكمال و آية الإطعام و آية التبليغ و آية المودة و آية الولاية ، فترتبط كلها بنحو تعاملنا عقائديًا بالولاية و الإمامة و العصمة .

والآية التي ابتدأنا بها تسمى آية التطهير ، فان موضوعها التطهير و الاكمال و الإطعام و التبليغ و الإمامة ، وهذا الإختصار من شأنه تسهيل ارتباطنا بالقرآن الكريم . وهذه الآية من بديهيات ثقافتنا في الإمامة و حركة أهل البيت و العصمة . ويُستدل بها الى عصمة أهل البيت . بامكاننا مراجعة كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي و كتاب الإلهيات لسماحة الشيخ جعفر السبحاني .و أن نقرأ في العقيدة ، فان شهرة هذه الآية علمية و يقينية .

هناك ربط بين الآية المتقدمة و علي الأكبر ، فالآية نازلة في الأربعة عشر معصوم و سبب النزول هو الكساء ، هناك عصمة كبرى و عصمة صغرة ، فدوائر العصمة لا تتوقف ، و الدائرة الكبرى عند المعصومين الأربعة عشر . فعلي الأكبر معصوم و يمثل آية التطهير ، لكن لا بلحاظ الإمامة . في زيارة الشهداء ليلة النصف من رجب " اَلسَّلامُ عَلَى الاَرْواحِ المُنيخَةِ بِقَبْرِ اَبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرينَ مِنَ الدَّنَسِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَبْرارَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقُبُورِكُمْ اَجْمَعينَ، جَمَعَنَا اللهُ وَاِيّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ اِنَّهُ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. "

و نثبت ذلك في زيارة الأول من رجب ، قال المفيد (رحمه الله): ثمّ امض الى ضريح عليّ بن الحسين (عليه السلام) وقِف عليه وقُل: " اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الزَّكِيُّ الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهيد مُحْتَسِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، ما اَكْرَمَ مَقامَكَ وَاَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، اَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللهُ سَعْيَكَ وَاَجْزَلَ ثَوابَكَ، وَاَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِيَةِ، حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرفِ وَفِي الْغُرَفِ السّامِيَةِ كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ " ، " وَجَعَلَكَ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ،. و آية التطهير تثبت العصمة .

ينبغي أن لا نقرأ الزيارة كأنها طقس روحاني و ثواب مرجوّ منها ، " فَاشْفَعْ اَيُّهَا السَّيِّدُ الطّاهِرُ اِلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الاَثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفيفِها عَنّي وَارْحَمْ ذُلّي وَخُضُوعي لَكَ وَلِلسَّيِّدِ اَبيكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُما. " .ثمّ انكب على القبر وقل: "زادَ اللهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الاْخِرَةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا، وَاَسْعَدَكُمْ كَما اَسْعَدَ بِكُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَعْلامُ الدّينِ وَنُجُومُ الْعالَمينَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ." . وكلام علي الأكبر في كربلاء لأنه من اهل البيت فكرًا و قالبًا وممزوجًا بالعصمة .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع