شارك هذا الموضوع

الشعائر الحسينية صورٌ وصور

بين صفوف العاملين لإحيائر الشعائر الحسينية، وبين زحمت العمل، وبين قلة العاملين وكثرة المشاهدين، وبين مبادئ العمل والعامل، وبين مسئوليات المرحلة ومتطلباتها، وثقل النقد لمضهر الشعائر حالياً، تتباهى صور وصور، فصورة لعمل خاوٍ وبعيد عن كل أهداف احياء الشعائر الحسينية، وصورة لعمل يتباهى به عامله لا لشيء إلا لأنه عمل يديه، وصورة اخرى لعمل ضخمٍ وجبار ازدحمت عليه الأيدي والنوايا الحسنةولكن وحده العمل باقٍ وصورة عامله خلف الضوء وأيضاً له بهاء وبقاء، فأي الصور التي يجب أن نكون عليها!...


 


* تباهي العاملين القدامى:


مرت فترة من الفترات سميت بالفتره الذهبية في العمل لإحياء شعائر الحسين (ع)، وإن هذه الفترة تمخضت عنها عوامل أخاذه نحو علو شأن العمل ونحو الامل واليوم المنشود الذي يبقى فيه الكبار بموقع الفخر لنتاج نواياهم وإخلاص أفئدتهم، وهذا ما نحن عليه اليوم وصلنا من خلالهم في هذا البهاء الذي نحن نحيي فيه شعائر الإسلام عامة، وهم الآن في زحمت عملنا ينتقدون ويصوبون وبعضهم ينتظرون، وبعضهم مبتعدين وبعضهم رفض هذه الصور كلها ورفع عن ساعديه ليصافح جيل اليوم واضعاً يديه على صحيح الطريق وسديد القصد.


 


* جميع الصور صحيحة:


تحت نظرية (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (105 سورة التوبه)، نرى بعض العاملين المتشدقين بمضهر العمل قائلين –اعمل واجرك على الله- غير ابهين بأي شيء وأي شارد ووارد وأي باصر وناقد لملامح احياء العمل، بعض العمل حسن منهم وبعضه ينفر منه حتى صاحبه أو زميل العامل معه، ولكن أين المرشد أين المسدد أين خاطر النفس –وخاطر النفس يتباهى مع صاحبه .. انظر انه عملك ..- عجباً أيُراد للعمل الإسلامي ولإحياء الشعائر الحسينية هذا اللهث الجاف وراء أي نوع من أنواع النصوص التي قد لا يفقهها العامل، واللهث وراء العمل ولو كان جافاً كل الجفاف من قصد ونية ومن ملاحظة هنا وعين هناك وخط مرسوم، أين العاملين الذين إذا عملوا بقى عملهم حسنة جارية لهم!.


 


* التنظير عن بُعد:


الشارع العام –الجمهور- بكل بساطته يرفض وبشدة وحماس جارف تنظير أعمى يرفض تفاعل وتعاطي الشارع مع عامة القضايا والأعمال، وبأن يُرفض وينتقد إندفاعه بأي شكل من الأشكال، غير آبه –الشارع- بمن وجه له وانتقد، إلا إذا كان الناقد من صف الشارع ومن العاملين معه وتحت نظر عينه، وإلا فالمصيبة أكبر إذا سمع الشارع بالنقد من منظرٍ بعيد عن الساحة وياللهول إذا أقبل الناقد أو مر بعامة الناس الذين تحولوا وبسبب نقده إلى أنياب تنتظر نهش وتفتيت نقده لهم، فإن البساطة في التنظير تولد في اللقاء بالجمهور التشطير والتجزير أحياناً...! وهل أن الشريعة المقدسة أرادت وشرعت لنا أن نبقى ماكثين أقلاماً تنظيرية جافة لنقد أي صورة تمر علينا ونحن ابعد ما نكون لإصلاحها إذا طلب منا إصلاحها.


 


* العمل الحسن والمندوب:


بملاحظة رفعة الإسلام العظيم وشعائره المقدسة يعرف قيمة العمل والمستوى المطلوب له، وبملاحظة القد والنية والإبتعاد عن الأعين –الرياء- يبقى للعمل مكاناً في الدهر، فإن الشريعة المقدسة ندبت وحثت على النية قبل العمل والقصد الحسن ليعم الخير على العاملين ككل إذ يعم الخير الظاهري والباطني في الدنيا والآخرة.


 


* بين زحمة الأعمال يتلاشى عمل:


إن لأحياء أي شعيرة للدين ينبغي مراعات عدة أمور من اهمها التنظير والتخطيط ثم البدء بتوزيع المهام ومن ثم مطابقة التخطيط على الواقع العملي، وملاحظة أن كل عامل منوطٌ به مهمة واحدة، وإن طلب منه غيرها كان محلاً للثقة ومخلصاً للمهمة التي بين يديه وفي مسئوليته، فيكون مخلصاً ولبقاً ليقدم الإعتذار إلى أي مهمة دونها، إلا إذا كان هناك محذور أو ضرورة لقيامة بالمعل الثاني فإنه يقدم عمله الثاني على الأول ولكن لا يتلاشى عن العمل الأول ويتناساه أو يهمله.


والبعض في المقابل ينظر للعمل بأنه مشقة وتعب فحبذ الراحة والسكينه والإستمتاع بالنظر للعاملين، وهذا ما لا يقبله الشارع المقدس والشريعة القويمة بأي صورة من الصور.. فنحن نرى أن الأعمال تكثر فتتطلب جهود أكبر وفي المقابل نرى تناقص العاملين، ولا نعلم منهم عذراً شافياً إلى انتقاداً هنا ونظرة هناك إذا دعت رغبته، وإننا لا نلقى رداً منهم غير واقعهم الذي نشاهده يكون جواباً لنا.


 


* السبيل لرقي العمل والعامل:


خطوة بخطوة يمكن ملاحظة أي عمل وأي عامل ويمكن الصعود بالعامل والعمل للمراتب التي رسمت له من قبل الشريعة الغراء، وإن أحد الطرق التي يرجى من ورائها الرقي للعمل والبقاء به معطاءاً، هو برعات هذه العمليات الثلاث:


الأولى: الإرشاد والتوجيه.


الثانية: التشجيع والدعم.


الثالثة: التبني والمراقبة الدقيقة.


وما ملاحظة في بعض الأشطة اليوم من ملاحظة فاضلة من رجال دين (حفضهم الباري وسدد خطاهم) الذين يرشدون ويوجهون لمثل ما هو أخاذٌ ونافع وراق بمستوى احياء الأمر، سواء كان هذا عملاً خاصاً أو عملاً جماعياً فإن لهذه الخطوة وهي –التبني- خير سبيل للدفع والتقدم والرقي بالعمل لرفعته لمكانة الشعائر الحسينية، وما لاحظة الشارع هو تبني واضح لأحد الأفاضل العلماء المتصديين للنقد الواضح لكل ما قد يمس خيوط الشريعة المقدسة، إلى تبني مجموعة الأخلاق المتصدية إلى مراقبة المواكب في العاصمة المنامة بمملكة البحرين- لهو خطوة مباركة تعتبر دعماً قيادياً وشعبياً لوقوفه بعمهم بكل حاجياتهم، حيث برز الوجه الإسلامي بعمل اللجنة من تنظيم ومراقبة دقيقة وقبول من الجمهور ورهبة في أعين المراهقين والمفسدين، وإنا لاحظنا ما يحصل عليه أفراد هذه اللجنة من دعم مادي ومعنوي من قبل هذا العالم المتبني لها والموجه لها، وتشجيع رجالات دين آخرين.


فيوم نحصل على عين تلهث وراء العاملين فتشجعهم، وعين ساهرة لتوجيه وتربية العاملين، وعين مراقبة للعمل بكل أفراده وأبعاده فتصوبه وترشده، نحصل بعد ذلك على ما طلب منا من قبل الشريعة متمثلاً في الواقع متحركاً في الشعائر كافة.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع