شارك هذا الموضوع

حديث حول الموكب الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وخاتم النبييين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد (ص)، وعلى آله الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا..


اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وافتح علينا أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك ومعرفتك.


سنتحدث عن حديث الساعة في قريتنا منطقة السنابس، فأصغوا أيها الإخوة إلي ولا تسيئوا الفهم، جزاكم الله خير الجزاء.


حديث الساعة في منطقتنا هو مسألة الموكب الليلي، نما إلى علمكم أنه تم صدور قرار من إدارة مأتم بن خميس في ما يرتبط بموكب العزاء ليلا، وأنهم قد اقتضى رأيهم أن يكون موكبهم مستقلا عن موكب مأتم السنابس، فمأتم السنابس يخرج في الليل في موكب وحده، ومأتم بن خميس يخرج في موكب ليلاً وحده، ثم أنه قد استقر الرأي أيضا أن يكون موكب النهار الذي هو بحسب ما عليه الأمر سابقا مشتركاً بين المأتمين يكون أيضاً موكب النهار مختصا بمأتم بن خميس، ولمأتم السنابس أن يخرج في العصر بموكب مستقل أيضاً إن شاء، فتكون لائحة كل موكب باسم مأتم يخرج منه الموكب.


هذا ما تم عليه الأمر بقرار طبعا فيما يرتبط بالعزاء الليلي بقرار من إدارة مأتم بن خميس وحدها، هذا ما وقع، ولم يقع شيئ أكثر من ذلك، فلا ينبغي أن يتوهم أن ما وقع هو أكبر وأكثر من هذا الأمر، الإستقلالية في الموكبين هذا هو الذي وقع.


على مدار سنة كاملة سعينا ما أمكننا أن لا يقع مثل هذا القرار، ناقشنا الأمر تحدثنا ساهمنا، أقول ساهمنا في تأخير هذا القرار، فكان الطموح عند بعض وليس كل، عند بعض الإخوة في مأتم بن خميس أن يكون الإستقلال منذ زمن، ولكن نتيجة جهود بذلت، تأخر وتأخر إلى أن قررت إدارة مأتم بن خميس لوحدها أن يحصل الإستقلالية وليس الإنفصال، كونوا دقيقين في كلماتكم أيها الإخوة، الإستقلالية في الخروج في الموكب الليلي، فيكون كل موكب مستقلا في الموكب.


هذا ما وقع، فنحن قد فشلنا ونعترف بالفشل، لأن الإعتراف شجاعة، ونحن نطمح أن نكون كذلك، (شجاعة أدبية)، فشلنا.. فشلنا ونجحنا أيضا، فشلنا في شيء، ونجحنا في شيء آخر، أما ما فشلنا فيه فهو أن نصل إلى صيغة توافقية بين الإدارتين، هذا قد فشلنا فيه، لم نتمكن رغم السعي أن نصل فيه إلى صيغة توافقية يتوافق عليها الطرفان، هذا مالم نتمكن الوصول إليه، هذه هي حيثية الفشل، ولكننا نجحنا أيضاً، نجحنا في أن نكون حذرين جميعا في الإدارتين، وكذلك في عموم أهل المنطقة من الإخوة الأعزاء، نجحنا في أن نكون جميعاً حذرين من كل تداعيات قد تنشأ عن عدم التوافق فيما يرتبط بالموكب، فكل واحد منا يحمل هاجساً في نفسه، أنه لا نريد تداعيات، لا نريد مشاحنات، لا نريد تشنجاً في المواقف، لا نريد كلاماً غير مسئول، لا نريد موقفاً غير مسئول، لا نريد غيبةً ولا نميمةً ولا فتنةً، لا نريد أن يسئ بعضنا إلى بعض، ولا أن يتهم بعضنا بعضاً بشيء، نجحنا أن نكون حذرين من نجفوا بعضنا البعض، نجحنا في أن نكون حذرين من أن يقاطع بعضنا الآخر، نجحنا من أن نكون حذرين من أن يسيئ بعضنا إلى البعض الأخر بقول أو فعل.


إن وعياً تحمله أذهان الإخوة الأعزاء ولا أستثني أحدا، كل الإخوة في الإداريتن، وكل الإخوة من أهالي منطقة السنابس، كل هؤلاء يحملون وعياً حاصله أنه لا ينبغي توسيع الشقة، ولا ينبغي أن نرتب على ما وقع أي أثر ينشأ عنه غلاً في النفس، أو حقداً أو ضغينةً أوغيضاً، ذلك لأن هذا الأمر ليس من أخلاقنا نحن شيعة الحسين(ع) وليس من أخلاقنا نحن أتباع آل محمد(ص)، إن من أخلاقنا أن يتجاوز بعضنا عن بعض، إن من أخلاقنا أن يقدّر بعضنا الآخر، إن من أخلاقنا أن يحمل كل واحد منا الآخر على محمل الخير، أن من أخلاقنا أن نصفي أنفسنا من كل شائبة حقد أو غيض أو ضغينة، إن من أخلاقنا أن نقف أمام كل من يدعوا إلى فتنة، أو يدعوا إلى قطيعة، أو يدعوا إلى جفوة.


يدرك كل أهل هذه المنطقة أننا إخوةً أحباء، نشترك في كثير كثير وإن كنا نختلف في بعض الأمور، ولكننا نشترك في أمور كثيرة، لا يقول أحد لم يبق شيءٌ نشترك فيه، نحن نشترك في حب الحسين(ع)، وأي شراكة أعظم وأكبر وأوسع من هذه الشراكة؟ نحن نشترك في الولاء لأهل البيت عليهم السلام، يكفي هذه الشراكة، إن لم نشترك في أمور أخرى فالتكن هذه الشراكة هي الضمانة أيها الإخوة الإعزاء في أن نتحاب، وأن نتواد وأن يحمل بعضنا بعضاً على الخير، وأن لا نسيء إلى بعضنا بعضا، فإذن نحن نجحنا في هذا الأمر.


تصوروا أيها الإخوة أن منطقة أخرى يحدث فيها هذا الشيء، بعيدة عن البحرين، قد لا يكون الأثر المترتب كما هو أنتم عليه الآن، الأثر الذي قد يترتب عن ذلك هو المزيد من التشاحن والتباغض والتشنج والإختلاف والشقاق والتساب، وتبادل الإتهام، كل ذلك لم يحصل، ولن يحصل، لأنكم أهل وعي وفهم وعشق لأبي عبد الله الحسين(ع)، تشعرون أن هناك رقيباً يراقب كل واحد منكم، وهو الله عزوجل، وأهل البيت(ع)، هذا هو الأمر الأول الذي أحببت أن أذكره لكم أيها الإخوة.


الأمر الثاني: إن الأمور صغيرة كانت أو كبيرة، الأمور الإجتماعية، أو الإبتلاءات الشخصية، إذا هوناها هانت، وإذا استعظمناها تعاظمت، هذا ليس كلامي، هذا كلام أهل البيت(ع) هذا كلام الرسول(ص) الأمر إذا هونته هان، وإذا استعظمته تعاظم، إذا خلقنا ثقافةً في أوساطنا أن ما وقع ليس شيئا كبيراً، فسوف لن يكون كبيراً، وسوف نتجازوة بكل يسر، وسوف لن ترتب عليه تبعات سيئة، أما إذا استعظمناه واستفظعناه واستوحشناه فسوف يتعاظم، ويظهر بمظهر بشع، تتقزز منه كل نفس، وتترتب عليه الكثير من التبعات.


هونوا عليكم أيها الإخوة، ليس الأمر كبيراً، كل ما وقع هو أن موكباً، نحن لم نكن نتمنى أن يقع، ولكنه وقع، يشهد الله ورسوله ونحن في مأتم الحسين(ع) أننا لم نكن نتمنى أن يقع الذي وقع ولكنه وقع، وإذا كان قد وقع فالنهونه، وهو هين واقعاً، كل ما في الأمر أن مجموعة منا ستخرج وحدها، ومجموعة منا أيضا ستخرج وحدها، من سيخرج من مأتم السنابس فهو منا ونحن منه، ومن سيخرج في مأتم بن خميس منا ونحن منه، سيخرجون يعزون على الحسين(ع) ثم يرجعون، لا شيئ أكثر أيها الإخوة، هذا ما سيقع، موكب ... ، أحد المؤمنين الرواديد يستلم المكرفون ينشد على الحسين(ع)، الإخوة يلطمون يخرجون من مأتم ويعودون إلى نفس المأتم، ويخرج مجموعة آخرون من مأتم ويرجعون، قد يتبادلون، الذين خرجوا اليوم في هذا المأتم يخرجون غدا في المأتم الآخر، والذين خرجوا من ذاك المأتم يخرجون في مناسبة أخرى في هذا المأتم، لا تعطون الموضوع أكثر من هذا الحجم، عندئذ سيهون الموضوع، أما إذا تصورنا أنه كيف وقع ذلك؟، موكبان! يخرجان!، إذن انقسمت، انطبقت السماء على الأرض، تهدمت أركان الهدى، وانفصمت العروة الوثقى، (كلشي ماكوا) مو هذا اللي صار، يوم أن قتل علي انهدمت أركات الهدى، وانفصمت العروة الوثقى، أما يوم أن قرر أحدنا أو قررنا، كلنا نحب الحسين(ع)، أنا بعزي اهني وهذا بعزي اهني وبالعكس، إنتون تبون چدي خله يصير چدي، ولا نختلف ياجماعة، ولا نتقاطع، ولا كل واحد يحچي على الثاني، ولا كل واحد يسيء إلى الثاني، هذه النقطة الثانية التي أحببت أن أقولها بنحو الإختصار.


ألحين أنا أترقى اشوي، لأني أعرفكم أيها الإخوة أنكم أرقى من هذا المستوى، كنا في المستوى الأول نقول أننا إذا هونا الأمر هان، وإذا استعظمناه عظم، أما الآن فنقول بإمكاننا أن نحول من كل خلاف طريقاً إلى مزيد من الألفة، إلى مزيد من المحبة، إلى مزيد من الإخوة، إلى مزيد من التقارب، بإمكاننا لو كنا عقلاء ونحن كذلك، إذا شككنا في شيء فلا نشك أننا عقلاء، وإذا شككت في شيئ فلا أشك في أنكم عقلاء، والعاقل يستثمر كل الأمور، في أمور لا تحبها أن تقع، ولكن إذا وقعت توظفها إلى الصالح من الأمور، فالنوظف هذا الإختلاف اليسير اليسير اليسير، نوظفه إلى مزيد من المحبة والإلفة، وخلنا نستدعي في أذهانا نستدعي ما يوجب هذه الألفة، في أمور تستدعي الألفة، فلان بيطلع في هذا الموكب وأنا بطلع في هالموكب، اشوي أختلف إياه إذن، لأنه في ذاك الموكب وأنا في هذا الموكب، هذا بيطلع بعد ساعة وأنا بطلع في ساعة ثانية، فهل أن بيني وبينه بعد المشرقين؟ لا، في بيني وبينه واجد أمور أستدعي هالأفكار، أنا وياه نشترك في صلاة واحدة، نصلي في مسجد واحد، أنا وياه نعيش في منطقة واحدة، إذا مات ميتٌ نشترك في تجهيزه، أنا وهو، إذا تزوج منا متزوج أنا أبارك له، وهو يبارك له، إذا احتاج منا محتاج إلى معونة، أنا أقدم له المعونة وهو يقدم له المعونة، في مشتركات، ويمكن أشتغل وياه في مكان واحد، والشراكة الأصلية الحقيقية الكبيرة بيننا هي أنه يحب الحسين(ع) ولا يرضى على الحسين(ع) لا يرضى على أن يساء إلى الحسين(ع) وأنا لا أرضى أن يساء إلى الحسين(ع)، خلنا نستدعي هذه المشتركات، فتكون هذه المشتركات هي الطريق إلى المحبة.


بعد كل هذا الكلام أيها الأخوة، أود أن أكون صريحا معكم، نحن في السنابس كامل، في المأتمين، كان في فترة من الفترات اللي مضت كان في موكب واحد يخرج في الليل، وهذا مستوى من الشراكة بين المأتمين، صحيح؟ هو مستوى من الشراكة وليس هي تمام الشراكة، هو مستوى من الشراكة، وهذا المستوى من الشراكة لم يصمد وفشل، لن نبحث عن منشأ الفشل، ولا نصحح لأنفسنا كمتدينين، أن يلقي كل منا الفشل على الآخر، لأن الآخر هو أنا وأنا هو الآخر، لازم أنا أتكلم بهذه اللغة، وأعيش هذا الشعور، أنا هو وهو أنا، فإذا كان فشل فأنا فشلت، وإذا كان نجح أنا نجحت، هذا المستوى من الشراكة فشل، نحن أمام خيارين، إما أن نبقيها شراكة مغلفة، ما في قناعة لا أقل من طرف واحد، لكن حتى لا الناس تقول ولاحد يتحچى ولا نتفشل ولا يقولون وين السنابس ووعيها وكبرها وسمعتها، خلنا نبقي هذه الشراكة، وهي مي واقعية، هذه شراكة مغلفة معلبة صورية، صح لو لا؟ خلنا نصارح أنفسنا، مي شراكة واقعية، إذا ما كانت شراكة واقعية، ثقوا أيها الإخوة، لا تصمد شراكة غير واقعية، لا تصمد، طال الزمان أم قصر، أخرناها گبل وفاة الإمام الصادق(ع) أو گدمناها، لو أخرناها اليوم وضغطنا وضغطنا وضغطنا وگلنا ليهم ما تطلعون وضغطنا وضغطنا ما بيطلعون، لكن احنا ما نگدر نضغط للأبد، لأن مقومات الشراكة ما أحسنا صنعها، وهذه نتيجة طبيعية، تراكمات جزئية خلف جزئية، جزئية بعد جزئية انفجرت، وكان مظهر الإنفجار ماحصل، لا أستثني أحدا، كلنا ساهمنا في أن لا تكون الشراكة حقيقية، فقط شراكة ظاهرية.


أي علاقة أيها الإخوة، أي شراكة لا تقوم على أساس قناعة ما تصمد، إذا لم تنفك اليوم ستنفك غدا، أجيب ليكم مثال، تارة اثنان يشتركون في تجارة مقتنعين من بعض، يحبون بعض، وكل واحد يحصل فائدة من هذه الشركة ومقتنع من هذه الفائدة، هذه الشراكة كل من الطرفين يحرص على استمرارها وتعميقها وتأكيدها وتوسيعها، ليش؟ لأن الطرفين مقتنعين منها، الطرفين مستفيد منها، والطرفين يحبون بعض، يستمرون، وكل منهما أحرص من الآخر على الإستمرار، إذا صارت شراكة بين اثنين على غير قناعة، فإن كل واحد من الطرفين يشعر أن هذه الشراكة عبئ عليه، وإذا كانت عبئ كلما سمحت الفرصة سيسعى من أجل أن يفك الإرتباط ويفك الشراكة، طبيعي، وهذه مسألة طبيعية، لذلك أقول لكم أيها الإخوة لا ينبغي أن نيأس، المؤمن لا ييأس، الرسالي ماييأس، ما نجحنا في هالمستوى، نرد نعاود الكرة من جديد، بس مو نعيد نفس الطريق، إذا عز طريق بحثنا عن طريق.


كنا قد توهمنا ونحن معذورون في وهمنا، قد توهمنا أن الوحدة تتلخص في أن نكون في موكب واحد، فاكتشفنا أن الأمر ليس كذلك، الوحدة ليست ملخصة في هذا المظهر، هذا مظهر من مظاهر الوحدة الظاهرية، يصمد لو كانت هناك وحدة حقيقية، الآن نبدأ الطريق من جديد، الطريق من جديد هو أن نبحث عن مقومات الوحدة الحقيقية، ونستدعي هذه المقومات ونؤسس لها ثم نؤصلها ثم نؤكدها ثم نعززها ونستمر في التعزيز إلى أن تلقائيا راح نشوف أنفسنا نتوحد في أشياء كثيرة، ما يحتاج بعد منظرين ولا إداريين ولا نحتاج إلى أحد، إذا كانت هناك مقومات للوحدة الحقيقية تلقائيا سوف تتمظهر هذه الوحدة الباطنية على مستوى الوحدة الظاهرية، لنوحد قلوبنا، لنوحد أهدافنا، نستعدي دواعي الوحدة، من تزاور وتآخ وتحاب وتواد وتعاون وتآزر، عندئذ نمهد للوحدة الظاهرية، هذه نقطة أحببنا أن نشير إليها أيها الإخوة الأعزاء.


سأقول شيئاً آخر، خلنا نعدل مقاييسنا في المنطقة، في مقاييس خطأ لازم نعدلها، من زمان أسسنا لثقافة خاطئة، أن مقياس الوحدة في المنطقة هو في المأتمين، إذا اتحدا فالمنطقة موحدة، إذا اختلفا في شيء فالمنطقة مختلفة، لا، أولاً السنابس ما تتلخص في المأتمين، المأتمين مؤسستان نعني من شأنهما، ولكن لا يتحكمون بمصائر أهالي المنطقة من حيث الوحدة والإختلاف، لا، المنطقة هي المحتضنة للمأتمين، مو المأتمان المحتضنان للمنطقة، خلنا نعدل المفاهيم، المنطقة أشياء واجد، المنطقة رجال، المنطقة نساء، المنطقة مساجد، المنطقة مؤسسات، المنطقة عقول وثقافات، المنطقة فعاليات، المنطقة وعي متقادم، المنطقة شيء واسع، مو خاص بمأتمين، حتى إذا اختلف الموكب، موكب بيطلع، موكب ما بيطلع، موكبين بيطلعون مع بعض هذا بإسم هذا المأتم وهذا بذاك، معناتها أن المنطقة انشقت، لا المنطقة ما انشقت، ولا اختلفت، خله يتزوج واحد، كل المنطقة تجي تسلم عليه وتبارك إليه، أجاركم الله خله يموت واحد، الكل يشارك في التعزية، إما في الحضور في المقبرة أو الحضور في التعزية، هذه مظهر من مظاهر وحدة المنطقة، المنطقة لا تتلخص في موكب حتى ندعوا بالويل والثبور ونعظم الأمور، لا داعي أيها الإخوة الأعزاء، دعونا نهون الأمر، في شيء أيضاً يهون الأمر، ويضع الأمر في سياقه الطبيعي، وهو أن الوحدة ذات مراتب، هل إذا فشلنا في مرتبة ننسف كل المراتب الأخرى، هذا العقل يقول؟ لو الدين يقول؟، نحن فشلنا أن نحقق هذا مستوى من الوحدة، إذن خلاص، أما كله أو خله على قولة البحارنة، لا ياجماعة، أما نتوحد في الموكبين أو أنا ما أعرفك ولا تعرفني، ولا أنا أخوك ولا أنت أخويي، لا لا، ما توحدنا في الموكبين نتوحد في أشياء أخرى، واجد أشياء نتوحد فيها، الوحدة ذات مراتب، لا ينبغي أن نعلق كل المراتب على مرتبة واحدة.


أطلت عليكم اسمحوا لي، آخر نقاط وإن شاء الله أختم الحديث، شوفوا يجماعة، كل واحد منا يمكن يساهم في إذكاء المشكلة، وتوسيعها، ويمكن يساهم في تجاوزها، كل واحد من أبناء المنطقة، يمكن يساهم في إذكاء المشكلة، وتوسيعها، ويمكن يساهم في تجاوزها، فلذلك أدعوكم أيها الإخوة إلى عدم الإسترسال والإنسياق مع المشاعر، يمكن واحد يحمل مرارة يحمل أسى يحمل حزن، مغتاظ، نتفهم غيظه، نتفهم المرارة اللي يعيشها، نتفهم مشاعره وحسرته، وعلى عينا وعلى راسنه حسرته، والله يثيبه، لكن مو معناتها ينساق مع هذه المشاعر، لأن الإنسياق معها، قد يساهم في إذكاء المشكلة، لا أقول التفرقة، المشكلة، مافي تفرقة، في مشكلة، بتعبير أدق "مشيكلة" أيها الإخوة، الإنسياق خطأ، أنا الآن مغتاظ اشوي، أما أسكت، رحم الله من قال قولاً فيه خير أو صمت، إما أن أصمت وألتزم الصمت والسكوت إلى أن يتجاوز المؤمنون هذه المشكلة، وإذا أردت أن أقول فالأقل خيرا، فالأقل ما فيه صلاح للمنطقة، لا يوهم أحدنا نفسه أنه حريص على المنطقة وهو يساهم في إذكاء المشكلة، لا يوهم أحدنا نفسه أنه حريص على المأتم وعلى مأتم الحسين(ع) وهو يساهم في الشحن، شحن النفوس، إن ذلك لا يرضي الله من كلا المأتمين، من كان حريصاً على أن يكون الله عزوجل راضيا عنه فاليقل شيئا فيه ما يقرب ويؤلف ويحبب أو ليصمت، إذا ما يتحمل فاليصمت، الله يجازيكم خير.


التهريج في المجالس ضار أيها الإخوة، التهريج في المآتم ضار، إلقاء التبعات على بعضنا البعض ليس نافعا بل هو ضار، كل واحد يريد أن يبرئ نفسه من مسئولية ما وقع في الوقت الذي يلقي فيه المسئولية على الغير محقا كان أو مبطلا فهو ضار.


إحنا مو أغبياء يا جماعة، مو ما نفهم، مو مانعرف، نعرف، مثلكم احنه، ومثل كل الإخوة، نقدر نشخص، ونقدر نحلل، نقدر نقول منهو منهو، لكن هذا عدل؟ أنتصر لنفسي؟ أنتصر لمن أحب؟ أنتصر على منهو؟ أنتصر على أخويي؟، أنا قلت ليكم اذا أنتصرت على أخوك، وتعاليت عليه، فقد أهنت نفسك، أسقطت نفسك، إذا سقطت القرية في وحل الفتنة من جراء هذا يقول، وذاك يقول، وهذا يحلل، وهذا يخمن، فالكل مسئول، إذا كنت ترى أن أحدا أخطأ فلماذا تخطئ أنت؟ إذا أخطأ أخوك فاسعى في جبران خطئه، لا في توسيع الخطأ، ولا في أرداف الخطأ بالخطأ.


احذركم أيها الإخوة من الإنسياق، فإن الفتنة ما وقعت ولا بتقع، ولكن لو وقعت فكلنا مسئول، ما بتقع لأنني أثق في وعيكم أثق في دينكم أثق في إيمانكم، أثق في حبكم للحسين(ع)، هينوا الأمر.


باجيب ليكم مثال نهين فيه الأمر، واحد حبيب على گلوبكم تحبونه واجد، رحل إلى ربه مات، كلكم تفاعلتون مع موته، حزنتون على موته، فجاء الناس بعد أن جهز هذا الرجل ليرفعوا نعشه، اختلفوا فرقتين، واحد يقول نسير بهالطريق، وواحد يقول نسير بهالطريق، صارت اشوية مشاجرات، أن هذا يرى اعزاز هذا الميت المحبوب الوجيه تكون في أن نسير بهذا الطريق، وفريق آخر يرى أن إعزاز هذ الميت المحبوب الوجيه أن أسير به هذا الطريق وأمشي به هذا المقدار من المسير، بسألكم أحد يشكك يا إخوان؟، احنه واقفين نطالع هذا المشهد، أحد فينا يصح لنفسه يشك في ذلين وذلين يحبون هذا الميت؟ اثنينهم يحبونه، واثنينهم يعشقونه، واثنينهم حزينين عليه، احنه چدي ويه الحسين(ع)، نختلف واحد يقول نطلع چدي، وواحد يقول نطلع چدي، واحد يقول نسير ..، وكله ويه، إكرام للحسين(ع)، خلنه نفكر بهاللغة، تفكير بسطاء، أكن بسيطاً خيرا من أن أكون خبيثاً، لأكن بسيطاً، أكن بسيط وأفكر بهذا التفكير، هذا يحب الحسين(ع) وهذا يحب الحسين(ع)، هذا الفريق يعشق الحسين(ع) وهذا الفريق يعشق الحسين(ع)، هذا يرى أن إعزاز الحسين(ع) في أن نسير بالجنازة من هذا الطريق، وهذا يرى بأن نسير بالجنازة من هذا الطريق، أنا أشكك في حبه وولاءه لأنه أختلف وياه، لا مو صح؟ ما أشك، ولا أسمح لنفسي أشك، ولو خطر في بالي أطرد هذه الخاطرة من بالي، أؤكد لكم أيها الإخوة ما من شيعي على اختلافهم في مستويات التدين إلا وهو يعشق الحسين(ع) وهو يحب الحسين(ع)، ما في أحد لا نشكك في ولاءنا للحسين(ع)، كلشيء ولا نوصل لهالمستوى، نختلف، إخوان في البيت يختلفون مو إخوان؟ إخوان في البيت يختلفون، واحد من اللي يطلع في هالموكب واحد يطلع من هالموكب، صدقوني أيها الإخوة لو نجتمع في محل آخر، وأشوف واحد يسيء من غيرنا، يسيء إلى المذهب اثنينه نجتمع عليه، وننسى، عدنا اختلافات بسيطة، بل لو يتكلم أحدهم ويظلم أخي لأنه شيعي، لا أقبل أن يظلمه، وأقف معه، إخوان يقعدون في البيت كل واحد يهاوش الثاني، لكن خله يطلعون، واحد يسمع واحد يتحچى على أخوه يقبل؟ ما يقبل، أنا أختلف وياه ما يخالف، اختلف وياه أنا أخويي ويوميا أتهاوش وياه وبعدين أتصالح وياه، لكن ما أقبل للغريب يتحچى عليي، عجل حگويه ننشرغسيلنا ونسمح للآخرين يتحچون علينا، إذا نشرنا غسيلنا في الإنترنت ونشرنا غسيلنا عند الناس، بيحچون علينا، خلنا نكتم على بعضنا البعض، موعيب واحد يكتم على أخوه، أخويي هذا، لازم أدافع عنه، وهو يدافع عني، خلنه نفكر بهاللغة.


الأخوات ثنتين يگعدون في البيت مجننين أبوهم ويه أمهم كل يوم يتهاوشون هذه اليوم تگول اليوم إنتين عليش الغسال وهذي اتقول إنتين عليش الخمام، ويوميا هوشه، عدل؟ خل هذه تتزوج وهذه تتزوج وكل وحدة تروح بيت زوجها، كل وحدة تشتاق للثانية، وما تفكر في ذاك الغسال، وتجعل هذا الهواش هذا يدغدغ مشاعرها، هذه الذكريات، كنا نتهاوش، كنا نتشابگ، ذكريات جميلة تعتبر، خلنا نفكر بهذا الأسلوب، إذا فكرنا بهذا الأسلوب ماراح نرتب أي أثر على هذه المشكلة.


هذه المشكلة اللي وقعت في الموكب بين المعزين مو بين أبناء الديرة، المعزين جزء من أبناء الديرة، وقعت بينهم مشكلة، اشوي يعني، المأتمين أشبه بالخلاف بين الأختين في البيت على مسئوليات البيت، ولكن هذا لا ينشأ عنه أكثر من هذا المستوى، في النهاية هم خوات وذلين إخوان، وهذه نقطة أخيرة أحببت أن أشير إليها.


أنهي حديثي بالتأكيد وبالوصية بما أوصى به أهل البيت(ع) بأن نكون خيرا لهم، وزينا لهم، وذلك بالورع والتقوى، ومراقبة النفس، ومراقبة الموقف، ومراقبة اللسان، لنراقب أنفسنا في كل مانقول ولا ننساق مع مشاعرنا، عندئذ سنتجاوز هذه المشكلة اليسيرة المحدودة بخير إن شاء الله.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع