شارك هذا الموضوع

حقوق الأطفال حين تستباح !

لعل من أكبر الجرائم التي ارتكبتها الانسانية والمجتمعات المنحدرة من سلالات الرجعية والتخلف في حق الأطفال هي التزويج المبكر لمن تقل أعمارهم عن ( سن البلوغ ) . هذه الظاهرة ربما تكون رافدة على مجتمعاتنا العربية المتحضرة الا أن الواقع المأساوي اليوم لايزال يكرس هذه الظاهرة العنيفة في انتهاك حقوق الأطفال .


ونحن في الألفية التاسعة والعالم في تطور تكنلوجي وفكري وثقافي غزيز لا يزال الكثير من الآباء يمارسون البطش والتنكيل بأطفالهم وذلك بدفنهم صغاراً في غياهب البيوتات الزوجية في غياب واضح وبأعذار مجنونة بدواعي الفقر والفاقة والستر على ذويهم . قصص وروايات تترى تتلاقفها الصحف والرسائل الاليكترونية بشكل يومي لأطفال لم يبلغوا الحلم ، كتلك الطفلة اليمنية ( جود ) التي رماها أهلها بين أحضان رجل ثلاثيني لم يعرف قلبه الرحمة ، بدوافع أوهى من بيوت العنكبوت .


في الشهر المنصرم قامت المحكمة اليمنية بفسخ عقد الطلاق وإلغائه للطفلة ( جود ) من زوجها الذي حُمل إلى السجن بعد أن نكل بها ومارس معها أبشع أنواع العنف من أجل أن يأخذ حقوقه الشرعية كما يدعي . الطفلة وفي تصريح لاحدى الصحف اليمنية ، كانت فرحة بهذا الطلاق والخلاص من بيت الزوجية المؤلم إلى حيث طفولتها وإلى سماء الحرية . كانت تصف تلك اللحظة بالحاسمة وأنها ترغب في اكمال دراستها ، والعيش في كنف خالها بعد أن تخلى عنها والدها والذي سامحته على فعلته ببراءة الطفولة .


قس على ذلك ما يجري في الدول الأخرى من تخاذل المجتمعات و الحكومات والقوانين في حفظ حقوق الطفل التي تنادي بها المنظمات الدولية العالمية ومنظمات حقوق الأطفال .


ربما يخرج علينا رجل دين متشدد أو قبيلة بدوية تسكن الصحراء معارضة تحمل عقلية تاريخية غابرة تنسف كل ما جاء وتنادي بضرورة قتل من ينادي بسن مثل هذه القوانين المتمردة على عادتها وتقاليدها المأسوف عليها .


الوقفة انسانية بحته ، والشرع المقدس لا أخاله يشيد ويشجع على مثل هذه الممارسات المغضوب عليها من كل الانسانية والمؤسسات المدنية وعلى رأسها علماء الدين ومراجع الأمة - لأن البيوتات الزوجية لا يمكن أن تقوم أو تؤسس على مبدأ الاستقرار تحت يد طفلة لا تكاد تميز الخطأ من الصواب ولا تدرك معنى للزواج أصلاً ! قضايا انسانية يشيب لها الرأس لعظمها وفداحة مرتكبيها والمتسبب الأول فيها هم بعض الآباء الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة وهم ينظرون فلذات أكبادهم يحملون إلى أعشاش ترتكب فيها أبشع الجرائم وتضطهد فيها حقوقهم التي كفلتها لهم السماء قبل البشرية ، إذ لا مجال لأي قانون أو مؤسسة الا أن تجرم مثل هذا الفعل وتحاكم مرتكبيه بأقسى العقوبات التي لا يرتضيها إلا منزوعي الشفقة والرحمة .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع