شارك هذا الموضوع

مذيعات ينقضن الوضوء

مع انطلاق هذا البث الفضائي المحموم الذي اجتاح مناطق العالم قاطبة ومنطقتنا بشكل خاص شعرنا بفرحة عارمة تغمرنا وقهقهة مجلجلة عالية تملؤنا .. ذلك إن هذا النوع من الاجتياح – أو هكذا توهمنا - سينطلق بنا إلى آفاقٍ رحبة من الوعي وسيفتح لنا أبواباً للثقافة مغلقة .. وسيجتاز بنا حقولا من ألغام الانغلاق والتخلف .. فهو سيمحو صورة المذيع ( الموميائي ) المحنط والجاد في ملامحه إلى درجة العبوس والتقطيب ..


ولكن هذا الاستبشار أو هذه النبوءة لم تدم طويلا ولم يكد يمضي وقت قصير على اجتياحنا فضائيا حتى صدمنا بهذا الكم الهائل من المذيعات اللائي أصبحن وبكل جدارة تصل إلى حد الإبعاد ينافسن نجمات السينما والرقص الشرقي والغربي فلم تعد الممثلة أو الراقصة وحدهما المتحكمتين في سوق الإغراء وإفساد المجتمع أخلاقيا بل اصطفت معهما هذه الشريحة الموقرة من المذيعات اللائي لم يدعن طريقا يصل بهن إلى جذب المشاهد لم يسلكنه ..


بل أصبح كل همهن أن يخاطبن نصفه السفلي بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة تحت ذريعة المرونة والسلاسة واستقطاب أكبر عدد من المشاهدين وبالتالي أكبر عدد من المعلنين وهو الهدف الأساسي لهذه القنوات ،، فقبل سنوات قليلة لم نكن نتصور ولا في الأحلام أن تطل علينا مذيعة تتمايل وتتراقص وتـهتز كالأراجوز أمام جمهور لا تعرف كيف تخاطبه أو تتعامل مع عقله ولم نكن نتخيل أن نرى مذيعة لا تعرف ألف باء الإلقاء ولكنها تستحق جائزة نوبل في هز الوسط وفي مشاركة هذا المغني أو تلك الراقصة وصلتهما الغنائية أو هزهما المغري لدرجة أن بعض الراقصات خشين على سوقهن من الكساد فبتقديري أنه لو استمر الحال على ما هو عليه فستستغني أكثر ( االقنوات الفضائحية ) عنهن مكتفية بما تكتنـزه استديوهاته من مذيعات يملكن من مواهب الرقص والخلاعة والمجون أضعاف ما تمتلكه هذه الراقصة أو تلك فهي - أي المذيعة – تـهتز من رأس إلى قدم مع كل كلمة أو حرف تتفوه به وهي ترقص ولا أكبر راقصة لو طُلب منها ذلك أو حتى لو لم يُطلب فهي حساسة بطبعها وتُقدم خدمات مجانية للقناة التي تعمل بـها موفرة عليها أموالا طائلة فيما لو استدعت راقصة متخصصة فهل تلومون ( فضائحياتنا ) لو تمسكت بها ..


هذا من الناحية الاقتصادية وأما من ناحية التسلية وإرضاء المشاهد فحدث ولا حرج ففي كل ساعة وفي أغلب القنوات تخرج علينا مذيعة تكشف من مفاتنها أكثر مما تستر – وهذا أيضا نوع من أنواع الاقتصاد والتوفير ففي الوقت الذي تحتاج فيه المحتشمة إلى ثلاثة أمتار لفستانـها ومترين لحجابـها لاتحتاج هذه المذيعة ( العفيفة ) إلا إلى ربع متر فقط لستر جسد يتبارى معها في تخفيف مألقته عليه من حمل ثقيل .. وكما قال الجواهري :


            وتخففن فما زدن على          ما ارتدت حواء إلا إصبعا


 أليس هذا نوعا من التوفير ؟ - المهم أنـها في خروجها هذا وفي إطلالتها تلك تبذل كل الجهود لإرضاء مشاهديها فتبتسم مرة وتقهقه أخرى وتتغنج تارة وتحرك عينيها بالغمز واللمز تارات كثيرة حتى تجرأ أحد المتصلين ( الشرفاء ) مرة وطلب من المخرج أن يركز له على صدر إحدى المذيعات فاستجاب له طبعا هذا المخرج ( الكريم الذي لايرد سائلاً ) إلى أن صرخ المشاهد صرخة مدوية من فرط الإعجاب والكبت طبعا ..والكل طبعا من مخرج وفنيين في الاستوديو والمذيعة نفسها اسلم نفسه للضحك ..


والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا ولا تستغرب إذا رأيت مذيعة في المستقبل القريب تخاطبك من ( البانيو ) وتستجيب لطلباتك الملحة مهما كانت كبيرة فقد تحول فضاؤنا وبفضل هؤلاء ( الأفذاذ ) من أمتنا إلى ( كباريه ) مفتوح بل أزعم أن بعض الفضائيات زادت في إسفافها على كل دور الدعارة والمجون .. وكل ذلك باسم المرونة والسلاسة في مخاطبة المشاهد والبعد عن العبوس والتقطيب المنفرين في نظرهم .. 


عزيزي .. أنت مدعو لتخصيص ولو جزء يسير من وقتك لمعرفة ما يبث في هذه ( الفضائحيات ) واختيار ما هو مناسب لك ولأسرتك ونبذ الفاسد منه حتى لو اضطررت إلى تشفير تسعين في المئة من القنوات التي يحفل بـها ( رسيفرك ) الكريم الذي يُمطرك بأنواع المجون والتفسخ بلا كلل ولا ملل ولا منّة ، ولا تقل إنني شفرت جميع القنوات الأجنبية فهذا لا يكفي ففي أكثر القنوات العربية من المجون والمياعة ما يكفي لتخريب العالم بأسره وليس أسرتك فقط .. وفيها من المذيعات المائعات التي تضطرك لتجديد وضوئك بعد كل مرة تشاهد فيها طلتهن البيهة ..                             


زكي إبراهيم السالم

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع