شارك هذا الموضوع

إيران حين تتثاءب وحين تنعس

مشاهدات سائح عربي
إيران حين تتثاءب وحين تنعس (1 – 2)


الزائر لإيران قد يتفاجأ من مشهدين غير مؤتلفين. فالجلبة التي يُحدثها الإعلام في الخارج حول ضربة عسكرية متوقعة للمنشآت النووية الإيرانية لا تجد لها صدى على الأرض هناك مطلقاً. سكينة تامّة لدى أجهزة الدولة. والناس في ذهاب وإياب تمارس حياتها الطبيعية بكل هدوء.


ولأن فصل الصيف هو موسم السياحة الأول لهذا البلد، فإن أحواله تُضفي أشكالاً أخرى على ملامح الحياة هناك. وقد تلحظ جيداً بين ثقوب الأمواج البشرية الهادرة هناك كيف تتمازج بداخلها أجناس وافدة. عرب وأميركيين وأوربيين وآسيويين. لا يُضيرها ما تقوله السياسة وما يفعله الحراب.


مطار الإمام الخميني


بين بداية الهبوط التدريجي للطائرة ووصولها إلى مطار الإمام الخميني الدولي (IKA) تضطرك الذاكرة لأن تستحضر كل شيء عن إيران .. مباضع الثورة ووهجها .. أجيالها الثلاثة .. علاقاتها بالغرب .. ضرورات الدين وضرورات الدولة .. وأيضاً طبيعتها الخلابة ومساحاتها الممتدة التي جعلتها تعيش الفصول الأربعة على مدار العام.


عندما تحطّ الطائرة على المدرج تحتاج إلى وقت أكثر من أي مكان آخر للوصول إلى نقطة تفريغ المسافرين؛ لأن مطار الـ IKA (45 كم جنوبي العاصمة طهران) هو من أضخم المطارات الدولية في العالم إذا ما احتُسِبت مساحته الفعلية والاحتياطية.


وقد حُوّلت إليه جميع الرحلات الخارجية القادمة إلى إيران من مطار مهرآباد منذ أغسطس من العام 2005 بعد تسلّمه من الكونسورتيوم النمسوي التركي وتهيئة القسمين الشرقي والغربي من المطار. وقبل ذلك كان المطار قد استقبل أُوْلَى الطائرات في الثامن من فبراير من العام 2004 وكانت لشركة طيران الإمارات.


ما بين خروجك من الطائرة ووصولك إلى موظف إنهاء إجراءات الدخول لا تحتاج إلى أكثر من ثلاث دقائق. وعندما تصل إلى مسارات الجمارك تلحظ أن بعض تلك المسارات قد خُصّصت للإيرانيين (أتباع إيراني) وأخرى لغير الإيرانيين (أتباع غير إيراني). ولكن في أحيان كثيرة تختلط المسارات مع بعضها لتفادي الازدحام.


بعد أن أنهيت الإجراءات ونزلت لاستلام الحقائب كانت جموع غفيرة من الإيرانيين تقف في سماطين متداخلين، يُرددون أهازيج بالفارسية ابتهاجاً بفوز المنتخب الإيراني في مسابقات لتسلّق الجبال في أوربا، هكذا قال لي من استقبلني في المطار.


تشدّك الشوارع الخارجية للمطار والتي بدورها تُوصلك إلى نظام مروري أوسع للدخول في الطريق الجدّي نحو العاصمة. المسافة ما بين المطار وطهران تتجاوز الأربعين دقيقة، وأثناء الطريق ترى الوصلة القائمة بين عاصمة السياسة (طهران) وعاصمة الدين (قم المقدسة).


وبعد تجاوز النقطة الفاصلة بين حدود المدينتين وعلى جهة اليمين تلحظ بدون عناء مرقد الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الذي شُيّد بشكل مميّز، حيث يقصده الإيرانيون بشكل منتظم، بالإضافة إلى السوّاح وأيضاً الرسميين من مسؤولي الدول الصديقة ضمن بروتوكول دبلوماسي إيراني.


كانت الساعة تقترب من الثانية فجراً، والطرق المؤدية إلى مركز العاصمة تكاد تكون خالية من السيارات. خصوصاً وأن بلدية طهران قد حَظَرَت على أنواع مختلفة من السيارات الدخول إلى منطقة المركز بين السابعة صباحاً حتى السابعة مساءً باستثناء قاطني المنطقة وسيارات الأجرة.


فتوّة طهران


تعتبر العاصمة طهران قلب إيران النابض. وقد اختارها أحد السلاطين الصفويين عاصمة له بدلاً من مدينة إصفهان في القرن السابع عشر. ومنذ ذلك الوقت باتت أسهم مدينة طهران السياسية والاقتصادية تتراكم وتتعاظم يوماً بعد يوم.


لكن المتابع للأوساط الأكاديمية والمراكز الجيولوجية قد يسمع أن هناك تفكيراً جدياً في إعادة نقل العاصمة لإصفهان مرة أخرى. والسبب هو تخوّفهم من تعرض مدينة طهران لزلزال قوي بدرجة 6 على مقياس ريختر من شأنه أن يودي بحياة مليون ونصف المليون قتيل!.


خصوصاً وأنهم يقولون بأنها تقع على 100 خط زلزالي، لكنهم لا يستطيعون أن يُجزموا بتاريخ وقوعه أو حتى التنبأ بإرهاصاته. وأقصى ما يستطيعون فعله هو زيادة وعي الناس وتدريبهم على التعامل مع أحداث الزلازل وكيفية إخلاء المصابين، وإلزام أصحاب الوحدات السكنية والتجارية بمراعاة المعايير النموذجية للبناء المقاوم للزلازل.


طهران مدينة شبابية بالمطلق، وهي ربما تعكس فتوّة المجتمع الإيراني أكثر من أي مكان آخر. فالشباب هناك هم الملمح الأكثر بروزاً. وربما يُفسّر ذلك اهتمام المسؤولين الإيرانيين في خطابتهم وفي حملاتهم الانتخابية بقضايا الشباب.


قُبيل الضحي يُصبح عديد الأنفس فيها خمسة عشر مليون إنسان، وفي المساء يتراجع الرقم إلى اثني عشر مليون. والسبب هو أن أطراف العاصمة باتت محطة انطلاق لملايين الإيرانيين الذين حوّلوا مناشطهم التجارية وحياتهم إلى طهران.


العاصمة تتسربل بكامل أبّهة المدينة العصرية، وهي بقدر ما تموج على وقع النفوس، يكتنز جوفها بالمواقع الأثرية والمنتزهات ودور السينما ومباضع التسوّق الراقية والشعبية والجامعات والمدارس، وأيضاً قدرة صناعية جبارة في الكهرباء والكيماويات ومصانع السجاد الفاخر والإسمنت.


كما أنها تتلوّن بموزاييك الطوائف الإيرانية. يسكنها اليهود والآشوريين والأرمن والزرادشتيين. كما تسكنها إثنيات البلد من آذريين وفرس وعرب وكرد واللور. وربما كان لهجرة العراقيين منذ بداية السبعينيات من القرن المنصرف أثراً في وجود عشرات الآلاف من العرب هناك.


قصور الشاه


في الصباح كان موعدنا مع القصور الملكية الشاهنشاهية. بدأنا بقصر نيافران ذي البنية الثلاثية على اعتبار أن قصر سعد آباد الرئيسي هو قيد الصيانة. كانت جدران القصر ومبانيه المختلفة يفوح منها بخار الملك والجاه الفاحش.


القصر شُيّد قبل خمسين عاماً على مساحة 11 هكتار. خلال تجوالك فيه يُبهرك أثاث القصر الذي صمّمته شركات الديكور الفرنسية، فالماسات والمُذهّبات تتلألأ على نوابض المقاعد أو في مقابض الأبواب أو في التشريح المُتقن للجدران.


أما أرض القصر فتتمايل بخيلاء وهي تلتحف بالسجاد الإيراني الفاخر، بينها قطع من السجاد الكرماني النفيس جداً والحاوية لصور الملوك وجهابذة الفكر والسياسة منذ الدولة الإخمينية وحتى أيام القاجاريين.


في معظم قاعات القصر تُحذّرك بعض السياجات من الدخول إلى ممرات مختلفة تنقلك إلى الطوابق العليا والتي كان يستعملها الشاه وأسرته. وقد خُصّصت ممرات جانبية بديلة للسّواح لاستخدامها بغرض الحفاظ ما أمكن على الطرق الأصليّة للقصر.


وبين تلك الممرات تسلب ناظريك التماثيل المُذهبّة لقبائل الآنكا والهنود الحمر أو لبعض الحيوانات المفترسة، وبعض الأواني من الذهب الأصفر والفضة الخالصة، حتى لكأنك تشعر بأن الذهب بات برخص التراب هناك.


في القصر أيضاً توجد هناك مكتبة ضخمة تضمّ أكثر من ثلاثة وعشرين ألف كتاب بلغات مختلفة يتصدرها كتاب تاريخي حول اليهود واليهودية صادر في إحدى دور النشر الفرنسية قبل 399 عاماً، بالإضافة إلى كثرة اللوحات الفنية غالية الثمن والتي رسمها فنانون كبار، وأهديت للشاه أو قام هو بشرائها من المتاحف العالمية أو من بيوتات الفن بأسعار فلكية.


 


سحر الجمشيدية


بعد ذلك توجّهنا إلى منتزه الجمشيدية وتسمى بالفارسية (بارك جمشيدية). وهو عبارة عن أرض خضراء مُسيّجة غاية في الجمال واقعة على سفوح سلسلة جبال البرز في منطقة نياوران بشمال طهران. وقد كانت هذه الحديقة قبل الثورة مُخصصة فقط لاستجمام العائلة الشاهنشاهية وتنزهها.


الحديقة تحتاج إلى عافية رشيقة للتغلّب على أرضها المرتفعة. وفي محيطها وبداخلها تستطيع أن ترى ملامح الخاتمية جيداً والتي حَكَمَت إيران منذ مايو 1997 وحتى أغسطس من العام 2005. فالفتيات الإيرانيات هناك يُمارسن أقصى أنواع الغنج وشقاوة المراهقة بين أذرع الشباب وتحت أعين الدولة.


في المحصّلة فإن البلديات المتعاقبة على العاصمة دأبت على تكثير الأحزمة الخضراء بشكل مُركّز بغية التخلّص من التلوث وإعطاء العاصمة شكلاً مميزاً. لذا فإن الزائر لطهران يرى كيف أن الخضرة تلاحقه من شارع إلى شارع ومن زقاق إلى زقاق.


حسينية جمران


توجهنا إلى بيت الإمام الخميني وحسينيته المشهورة بجمران. حيث ترى هناك سكينة الشوارع والأزقة التي تُفضي بك إلى البيت. وعندما تصل حذاء المكان تواجهك نقطتي تفتيش شخصية واحدة للرجال وأخرى للنساء مهمّتها التدقيق في المقتنيات الشخصية التي يحملها الزائرون وبالتحديد الهواتف النقالة والكاميرات الرقمية.


كان البيت متواضع للغاية، وبسيط إلى درجة أنك تحتار في أن تُماثله ببيت قريب منه. باب حديدي وخلفه زقاق ضيّق يؤدي بك بعد منعطف إلى اليمين صوب غرفة الإمام الخميني الذي كان يستقبل فيها الضيوف، ويدير منها الثورة وهمومها.


بعد إصابة الإمام بمرض في القلب مع بداية الثورة قدّم له أطباؤه نصحاً بأن يتجنّب السكن في الأماكن الحارة. وقد اختير له بيت مُستأجر بأحد أحياء العاصمة طهران الشمالية تُسمّى جمران. وبمحاذاة البيت تقع حسينية صغيرة متواضعة كان الإمام يستخدمها في إلقاء خطاباته إلى المسؤولين، وبها تحظى الحكومات الإيرانية بمباركته. 


البيت لا زالت تسكنه عائلة الإمام. زوجته التي تجاوز عمرها المائة عام. وزوجة السيد مصطفى والسيد أحمد، وعند معاينتك لغرفة الإمام ترى الحاجز الذي يفصلها عن سكن زوجته وعوائل أبنائه. والغريب أن العائلة لا زالت ملتزمة بأن تسكنه كعائلة مُستأجِرة وليست مالكة.
 
في أسفل الحسينية يوجد هناك متحف ومعرض صغير يحوي سيرة الإمام. مجموعة من الصور التي تأخذك من طفولته إلى حين وفاته في يونيو من العام 1989. يشدّك من الصورة واحدة التقطت لمجموعة كبيرة من اليهود الإيرانيين الذي وفدوا لتقديم التعزية بمناسبة وفاة الإمام.


جميع هذه الفعاليات بالإضافة إلى حرم الإمام الواقع في جنوب العاصمة يديرها السيد حسن أحمد الخميني الذي يُعتبر أهم علماء الدين الشباب من بيت الإمام، ويتمتع بمستوى كبير من إدراك العلوم الفلسفية ومتابع جيد لأحداث العالم السياسية والثقافية.



فرض الحجاب


بعد فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة في مايو من العام 2005 راجت أحاديث مختلفة وكثيرة عن نيّته إعادة "تديين" المجتمع الإيراني وربطه بقيم الثورة وصولجانها الأول. وقد بالغ الإعلام العربي والغربي معاً في إظهار ذلك الشعار وكأنه واقع فاقع.


خلال تواجدي في العاصمة طهران كان عدد المرات التي شاهدت فيها "كشت إرشاد" وهي الهيئة المعنية بمراقبة الحجاب وسلوك الفتيات في الشوارع العامة لا تتجاوز الثلاث مرات. وهي تتركّز بالتحديد في الشوارع الرئيسية كشارع ولي عصر.


بطبيعة الحال فإن هذه الهيئة لا تعنيها مشاهد الفتيات اللواتي يُخرِجن مُقدّمة شعرهن وإلاّ فعليها أن تستوقف الآلاف منهم. بل إن عملها يقوم على حصر الوقائع التي تتكامل فيها مجموعة المشاهد المُفضية إلى ما يُمكن أن يُطلق عليه "موقف غير محتشم".


عندما تذهب إلى المناطق الشمالية من العاصمة ترى النساء تتخفّف كثيراً في اعتنائها بالحجاب. أما إذا نَزَلْت إلى وسط العاصمة فإنك ترى جيداً مظاهر التديّن، وكلما جَنحت صوب الجنوب حيث أحياء العاصمة الفقيرة وسوقها القديم ترى أن تلك المظاهر تبرز بشكل أكبر.


ملامح السياسة


عندما تتجول في العاصمة لا تستطيع إلاّ أن تُشاهد التفسيرات الأولى للثورة، وأيضاً لتوجهات النظام السياسي الذي يحكم البلد بطريقته الخاصة. جداريات ضخمة وميادين رئيسية ومهمّة تحمل أسماء شخصيات عربية وإسلامية.


جدارية الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته مروحية أباتشي صهيونية في مارس من العام 2004، وأخرى للدكتور فتحي الشقاقي الذي اغتاله الموساد الصهيوني في أكتوبر من العام 1995 بمالطا، ثم ميدان كبير باسم آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في أغسطس من العام 2003 بالنجف الأشرف وآخر باسم المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر الذي أعدمه نظام صدام حسين في إبريل من العام 1980 وغيرهم.


وهناك شارع فلسطين وشارع دمشق وكثير من الشوارع ذات الأسماء العربية، بل إن أحدها يضم قصر رئاسة الجمهورية وبعض مرافق الدولة المهمّة والحيوية. وهذه الشوارع التي تُنعت بالفارسية باسم "خيابان" تربط وسط العاصمة بشمالها.


مترو الأنفاق


في مجال المواصلات فإنك تتعجّب من حالة الازدحام أثناء النهار، لكنك أيضاً لا تستطيع إلاّ أن تنبهر بخطوط مترو الأنفاق الناشطة في أحشاء العاصمة. فالمترو الذي بدأ العمل به منذ مارس من العام 1998 قد وفّر في مراحله الأولى والثانية والخامسة طاقة كبيرة للعاصمة.


فقد استطاعت المرحلة الأولى (فقط) أن توفّر لـ 350 ألف راكب إيراني يومياً فرصة استخدام الموصلات المُؤمّنة تقنياً، ومُوفِّرة 100 مليون لتر من الوقود بقيمة عشرين مليون دولار، وهي تعادل طاقة ما يزيد على أربعة ملايين حافلة أو خمسة وأربعين مليون سيارة أجرة صغيرة، كما أنها وفّرت أكثر من ستين ألف وظيفة عمل للإيرانيين.


يبدأ المترو بالانطلاق من الشارع المُؤدي إلى مرقد الإمام الخميني أو بالتحديد عند منطقة شهرري باتجاه علي أباد والسوق إلى أن يصل إلى نقطة افتراق. الأولى تستمر بك إلى حيث شارع آية الله الطالقاني ثم الشهيد بهشتي وحتى ميرداماد في الشمال.


ونقطة أخرى إلى حيث شارع الشهيد مدني ونظام آباد بانعطافة نحو ميدان رسالت ومحطة علم وصنعت. ونقطة ثالثة باتجاه اليسار وهي الأطول، حيث تمر بكّ على ميدان جمهوري إسلامي وميدان الحرية المعروف والشارع الكبير الذي يُخرجك من العاصمة صوب مدينة كرج.


أما خطوط المترو التي يتمّ تشييدها اليوم فهي تبدأ من أقصى الجنوب المُطلّة على شمس آباد ويصلك ببقية خطوط المترو في الوسط ثم ينحرف إلى ثلاث جهات متقابلة إلى الشمال والغرب والشرق.


أما عن خطوط القطار فهي تبدأ من الشارع الرئيسي المؤدي إلى كرج وتبريز ويصلك بوسط جنوب العاصمة طهران. وهي جميعها خطوط مواصلات تعاهدت على تشييدها شركات إيرانية وماليزية وألمانية.


المعنيون بشؤون المترو يقولون أن ما تبقى من خطوط (والتي سينتهي العمل منها في العام 2010) ستكون طاقته أحد عشر مليار مسافر سنوياً، الأمر الذي يعني أنه سيوفّر 700 مليون لتر من البنزين المُكرّر.


أحمدي نجاد يقاوم


الحكومة التاسعة التي يقودها الرئيس محمود أحمدي نجاد لا زالت متماسكة، لكنها تواجه أحياناً نقمة الناس بسبب مشكلة الغلاء وارتفاع الأسعار. وهو يسعى بقوة نحو مكافحة التضخم الذي يتعاظم كلما ازدادت السيولة النقدية في السوق.


قد تسمع نقداً لاذعاً لأداء الحكومة بسبب قانون تقنين النفط الذي اتخذته الحكومة في يونيو من العام 2007. فأصحاب السيارات العادية تكون حصّتهم الشهرية 120 لتراً من البنزين المدعوم من الدولة (4 ليرات يومياً) أما سيارات الأجرة فلهم 1200 لتر في الشهر (40 لتراً يومياً) في حين تأخذ سيارات نقل الركاب 3000 لتر في الشهر (100 لتر يومياً).


ويستطيع أصحاب هذه السيارات شراء حصصهم لستة أشهر قادمة. كما أنهم يستطيعون شراء البنزين غير المدعوم من الدولة. وبالتالي فعليه أن يدفع الفرق بين السعرين والذي يصل إلى الضعف أو أكثر.


لقد نجح هذا التقنين في خفض متوسط الاستهلاك اليومي للبنزين بنسبة 22 بالمئة. أي أنه وصل إلى 59 مليون لتر بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. وخفّف من أعباء الحكومة التي كانت تُخصص خمسة مليارات دولار لتوفير البنزين المُكرر، بالإضافة إلى تقليل مستوى التلوث والإزدحامات المرورية وتنشيط الرحلات الجوية الداخلية.
 
الملفت أن هذا القرار قد صاحبه قيام شركات تصنيع السيارات الإيرانية بابتكار نظام العمل بالغاز. لذا فإن كثيراً من السيارات مُجهزة بنظام مزدوج في محركاتها. فحين ينفذ البنزين يستطيع صاحب السيارة تحويل نظام عملها إلى اسطوانة الغاز التي تستوعب سبعين لتراً من الغاز يُمكنها من قطع مسافة تصل إلى 400 كم.


حكومة الرئيس أحمدي نجاد انتهجت سياسة مغايرة للحكومات السابقة في طريقة إدارة البلاد. ففي كل دورة رئاسية كانت العاصمة طهران بملايينها الأصلية والإضافية وبلداتها وبلدياتها الثلاثة وخمسون هي المحور والدولاب في تسيير السياسة والاقتصاد والاجتماع. أما اليوم فإن الأمور اختلفت كثيراً، وباتت الحكومة تتجه صوب إشراك بقية المحافظات في هوس الدولة وسياساتها الداخلية والخارجية.


فقد بلغت زيارات الحكومة للمحافظات منذ تسلمها لمهامها في 02 أغسطس من العام 2005 ولغاية اليوم 43 زيارة صدّقت خلالها على 1011  قراراً. بل الأكثر وهو أن زيارات الحكومة لا تقتصر على مركز المحافظة، بل إنها تقصد أدنى بقعة جغرافية فيها، حيث الأرياف والمناطق الأكثر فقراً.


حكومة أحمدي نجاد وعبر وزير الإسكان فيها محمد سعيدي كيا (وهو الوزير الوحيد الذي بقي من حكومة السيد خاتمي) شرعت في بناء مدن ضخمة تحتوي على بيوت جاهزة لتوزيعها على الشباب الذين يُمثلون زهاء السبعين بالمائة من المجتمع الإيراني.


هذا على مستوى الشارع. أما على مستوى الأحزاب والقوى السياسية فإن الجميع بات يتحدث بأن الرئيس قد يواجه منافسة من داخل التيار المحافظ الذي ينتمي إليه، تتمثل في شخوص محمد باقر قاليباف وعلي لاريجاني أو حتى من محسن رضائي. وهم شخصيات سياسية ذات تاريخ عسكري في الحرس والبسيج ويتقلّدون مواقع مهمّة في الدولة. 


لعبة الريال والتومان


العملة الإيرانية الرسمية هي الريال. لكن تعاملات الإيرانيين اليومية تجري بالتومان عادة. ولكي تجيد عملية الحساب والفرق بين الريال والتومان ما عليك إلاّ أن تحذف وبشكل آلي صفراً من ورقة الريال لكي تحصل على القيمة الفعلية للتومان.


فعندما تريد أن تحسب التومان من ورقة نقدية قيمتها عشرون ألف ريال تقوم بإلغاء الصفر الأخير من الأصفار الأربعة لكي تحصل على ألفي تومان إيراني بالتمام والكمال، وهكذا دواليك.


ألفان وخمسائة تومان إيراني يساوي ديناراً بحرينياً واحداً. أما الدولار فإنه يساوي ما بين 900 و 930 تومان إيراني، وهو ما يعني أن الدولار الواحد يُساوي 9300 ريال إيراني حسب الصرف الأخير للعملة، وقد يصل أحياناً إلى 9650 ريال.


وفي نهاية أغسطس المنصرف أعلن نائب رئيس المصرف المركزي الإيراني حسين غزوي عن أن البنك سيُلغي عدداً من أصفار عملة الريال في خطّة وطنية لإصلاح العملة. مع العلم أن المصرف قام في شهر مارس من العام 2007 بإصدار ورقة نقدية قيمتها خمسون ألف ريال، وأصدر مؤخراً ورقة مالية جديدة بقيمة 500 ألف ريال لمواجهة التضخم.
 
على أية حال فبقيامنا بتلك الحسبة (حذف الأصفار) لم نكن نواجه صعوبة في التعامل مع الباعة والأسواق. خصوصاً وأن كثيراً من الأسواق تستخدم أجهزة التسعير الآلي الثابتة والتي تكثر في المجمّعات التجارية ومراكز التسوّق الكبرى Hypermarkets .


لضيق الوقت فإننا لم نستطع أن نكمل جولتنا في طهران لزيارة المتاحف المهمّة هناك كالدار المعمورة ومتحف المجوهرات، أو أماكن أخرى غاية في الروعة كوداي دركة وشمشك وبحيرة لتيان.


كما أننا آثرنا عدم الذهاب إلى مرتفعات دربند وفشم وتوجال لأنها مناطق تتألق أكثر خلال فصل الشتاء. وقرّرنا المضي نحو مناطق الشمال حيث محافظة مازندران التي تضم سحر الطبيعة الإيرانية.



مشاهدات سائح عربي
نصف عجائب إيران في محافظة مازندران (2 – 2)


 


في الطريق ما بين العاصمة طهران ومحافظة مازندران الواقعة في الشمال الإيراني (200 كم عن طهران) ترى نصف عجائب إيران. بعد خروجك من الجسم الصلب للعاصمة تمرّ على مدينة كرج (20 كم غرب). وهي مدينة وإن طغى على شموخها اسم العاصمة إلاّ أنها تنفرد بالمعبد الحجري الزرادشتي وبجوها المعتدل.


بعد تجاوز المدينة ومشاهدها السكنية تمر على سد كرج أحد أهم السدود في إيران. وهو الذي يحصر منطقة قاعيّة ممتدة وضخمة تتجمّع فيها المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال. ويُغذي هذا السد مدينة كرج والعاصمة (طهران) من شمالها إلى جنوبها.


خلال مسيرة الذهاب إلى الشمال والتي تستغرق أربع ساعات بالسيارة من دون توقّف تَتْبَعك جبال البرز حتى وصولك إلى محافظة مازندران. في هذه السلسلة الجبلية العملاقة يتسيّد عليها جبل دماوند الذي يرتفع عن سطح اليابسة بـ 5610 م. وقمته تعتبر من أعلى القمم الجبلية العالمية، ويبلغ عرضه 50 كم. وتغطي قمته الثلوج بصورة شبه دائمة الأمر الذي منحه قدرة على رعاية أهم ينابيع المياه المعدنية كعين أسك وتلخ رود.


عند سيرك وسط هذه السلسلة الجبلية ترى حجم الجهد الذي تمّ بذله لتفجير الممرات في خواصرها. فالأنفاق التي تخرق بطون الجبال كثيرة. كما أن الطرق الممتدة فيه معبّدة بشكل جيد، وتنتشر فيها القوى الأمنية والمستشفيات الرحّالة والمطاعم والأسواق الصغيرة.


وخلال مسيرنا شاهدنا العمل الذي تقوم به وزارة النقل والطرق الإيرانيتين لشقّ طريق جديد آخر بين الجبال سيكون أقلّ التواءً من الطريق الحالي. كما أنه سيختصر الطريق من طهران إلى الشمال الإيراني من أربع ساعات إلى ساعة ونصف فقط.


بعد انطلاقة سريعة تتجاوز الساعتين تصل إلى النفق الذي يفصل حدود كرج عن محافظة مازندران، وهو نفق ضخم يُسمّى كادنوان. والغريب أنك وبمجرد عبورك هذا النفق تستطيع أن تتحسّس التغيّر المناخي بين المنطقتين، حيث تبدأ السماء في التلبّد بالغيوم وتكون درجة حرارة الجو أفضل بكثير عن منطقة كرج فضلاً عن طهران.


وصلنا بعد أربع ساعات إلى محافظة مازندران التي تُشكّل مدينة ساري مركزها الرئيسي. حيث كانت قبلتنا مدينة كلاردشت التي تسلب مناظرها الخلابة الألباب. كانت الساعة تقترب من السادسة مساءً.


في أطراف المدينة ترى عديداً من الأشخاص الذين يُلوّحون للسيارات القادمة إلى الداخل بيافطة مكتوب عليها «ويلا» وأحياناً « فيلا» وهي تعني أنهم يستطيعون تقديم خدمات سياحية للسيّاح فيما يتعلّق بالفلل المستأجرة في مناطق مختلفة من المدينة.


الدليل السياحي الذي كان معنا كان قد «وضب» أموره من قبل، حين اتفق مع أحد أصحاب الفلل لتجهيز مكانٍ لنا. لقد كان البيت المخصّص يقع في رقبة المدينة، وكان موقعه ساحراً لوجوده في مقدمة بستان كبير.


صاحب البيت ويُدعى أبا مهدي هو مُدرّس لمادة الجغرافيا منذ أربعة وعشرين عاماً، وزوجته أم مهدي مُدرّسة لمادة اللغة العربية، لذا فهو يجيد التحدث باللغة العربية الفصحى، وهو مازندراني من أقحاح مدينة كلاردشت.


وعندما حللنا عليه مستأجرين كان بيته مشغولاً بالطبخ وتقديم الحلويات وذلك لاختيار ابنه الوحيد الطالب في الثانوية العامة من قِبَل مؤسسة الحج الإيرانية ضمن مجموعة كبيرة من الطلاب لزيارة العتبات المقدسة في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة.


تزيد مساحة مدينة كلاردشت (المترامية الأطراف) عن 1509 كم، وبأنفس تزيد عن الثلاثة والعشرين ألف نسمة. وتُسوّرها خمسٌ وأربعين قمّة جبلية يصل بعضها إلى أكثر من 4845 متراً. وتتمتّع المدينة بجو معتدل في فصل الصيف، بل إنه يكون بارداً خلال الليل.


أهالي كلاردشت لا يستخدمون المراوح ولا المكيفات في بيوتهم. فأجواء المدينة تمنحك العيش من دون الحاجة إليها. بل إن المساء يضطرك لأن تلتحف جيداً أثناء النوم. كان البيت مُجهّزاً بكافة متطلبات الحياة، من مستلزمات المطبخ إلى دورات المياه إلى وسائل الاتصال.


الناس هناك يختلفون عن طهران. فاللغة المستخدمة أو المحكيّة عند بعضهم هي اللغة الطبريّة التي يعدّها مُؤرّخو اللغة كإحدى اللغات الهند/ أوروبية التي تُكتب بالعربية مع إضافة أربعة حروف وهي: گ، پ، ژ، چ.


أما الحياة لديهم فهي حياة ريفية أكسبتهم سمات أهل الريف من بساطة وسجية مفتوحة. كما أن بيوتهم عادة ما تضم العائلة المُركّبة ولكن بشكل فيدرالي أو كونفيدرالي. بمعنى أن أفراد العائلة الواحدة عادة ما يتجاورون مع بعضهم البعض في مساحات جغرافية متقاربة.


تشقّ مدينة كلاردشت سوق رئيسية تضم أغلب مناشط التجارة التي تُلبّي حاجات الناس اليومية. سوق للخُضَر وسوق للمواد الأوليّة والاستهلاكية، بالإضافة إلى متاجر لبيع الأجهزة الكهربائية والالكترونية.


كما تضم السوق بعض المحلات التي تعرض منتوجات عادة ما يحتاجها السّياح، من ملابس سباحة ونظارات للبحر ومحلات لطباعة الصور الفوتوغرافية المُحمّلة في الكاميرات الرقمية وإعادة نسخها في أقراص صلبة.


في صباح اليوم التالي لوصولنا لهذه المدينة الخيالية ذهبنا إلى نهر رود بارك. وهو نهر ممتد تُغذيه المياه المتدفقة من أعالي الجبال. وهو ذات النهر الذي يصل إلى سد كرج. كانت مياه النهر عذبة ومعدنية لالتقائها بالصخور، وتزيد من روعتها شدة برود الماء ومنظره الخلاب وهو يجرف كل شيء يعترض طريقه بشكل مُسلٍّ.


في جانبي النهر تجلس العوائل المُستجمّة. حيث تفترش يابسته الطّريّة. وفي بعض جنباته تشاهد بعض الهواة يحاولون اصطياد أسماك النهر. وبعضهم يحاول التثبّت من صخوره اللامعة علّه يجد ما يُثبت أنه معدن ثمين.


بعد جلسة دامت ثلاث ساعات انطلقنا إلى أعلى المدينة حيث الجبال الشاهقة التي تستند على ظهرها مراتع المدينة ومرافقها الأخرى. وقد أتاحت لنا تلك المشاهد معاينة قاع المدينة من الأعلى. وقد كان المنظر خلاّباً وجميلاً. وأضحت المنطقة بأسرها كالمرجة الخضراء التي تُنبؤك بأنها منطقة صالحة للزراعة بالمطلق.


وفي الأعلى أيضاً تستطيع أن تشاهد عدداً من قطعان الأغنام وبعض كلاب الحراسة. وفي الوسط ترى مجموعة من الفلل التي بناها أصحابها على مسطّحات أرض متعرجة لكنها ساحرة لطلّتها على عموم المدينة من الأعلى.


في صباح اليوم الثاني ذهبنا إلى غابات كلاردشت العالية. وبقدر ما تأخذك روعة المكان وخضرته الكثيفة والشوارع التي تشقّ الطريق إلاّ أنك تشعر بهيبة منظرها ووديانها السحيقة بكل ما لديك من ذاكرة حول هذه الطبيعة.


توغّلنا قليلاً بين آجام الأشجار، وكلما أخذتك الممرات في عمقها ومتاهاتها تزداد مناظرها روعة، كما تزداد المخاوف لديك من أن تكون صيداً سهلاً لأحد الحيوانات المفترسة. وقد عرفت لاحقاً أن السلطات المحلية في محافظة مازندران قامت بتسييج الغابة في العُمق بأسلاك كهربائية حسّاسة لمنع الحيوانات المفترسة من النزول إلى المداخل والردهات التي يستعملها السّياح للاستجمام والتخييم.


يشقّ سلسلة الغابات هناك شارع التفافي يأخذك حتى النهاية. حيث ينقلك إلى الضفة الأخرى من المدينة. ولأن المنطقة تقع في مرتفعات جبلية شاهقة فإنك تشاهد بشكل جميل مدينة كلاردشت بشكلها الطبيعي والمميز.


توجّهنا نحو منطقة جالوس حيث كنا نهدف للوصول إلى نمك آبرود التي تضم منتجعاً صيفياً رائعاً، وبه نظام التلفريك الذي يأخذك إلى إحدى القمم العالية المعانقة للسحاب. قبل الوصول إلى المنتجع مررنا بسلمان آباد وسلمان شهر وكلارآباد وهي كلها مناطق رئيسية في المحافظة.


في قمة الجبل وُضِعت مجموعة من المرافق: مطاعم واستراحات ومحلات لبيع الكماليات، وزجاج دائري يضم عدداً من الحيوانات المفترسة المُحنّطة. في الخلف توجد طرق تمنحك فرصة التوغّل أكثر في أعالي الجبال.


في مقابل المنتجع تستنشق الرياح القادمة من بحر قزوين أو الخزر كما يُسمّيه الإيرانيون. وهو البحر الذي لم تُسوَّ مسائله القانونية بعد بين الدول المتشاطئة وهي كازاخستان، روسيا، آذربيجان، تركمانستان وإيران.


بحر قزوين يُشكّل أعظم مسطح مائي غير مفتوح على وجه الكرة الأرضية. فمساحته تزيد على 371 ألف كم، وأقصى عمق فيه يلامس الـ 980 متراً، ويصله منفذ مانيتش ببحر آزوف وصولاً إلى البحر الأسود، وجوفه يضم واحدة من أكبر مخزونات الطاقة العالمية تُقدّر بمئتي مليار برميل نفط و170 ترليون قدم مُكعب من الغاز الطبيعي.


ولأن البحر يُشكّل وعاءً آخر في تلقّي المياه العذبة المتدفقة من قمم الجبال فإن نسبة ملوحته أقل بكثير من بقية البحار التي تنضح بملح أجاج. كما أن البحر يُعتبر أحد أهم موارد الرزق للمازندرانيين منذ أمد بعيد.


وللعلم فإن محافظة مازندران تنتج سنوياً ما يتراوح بين 60 و65 ألف طن من مختلف أنواع الأسماك. وإن نحو عشرة آلاف شخص من أبناء المحافظة يعملون في قطاع صيد الأسماك.


بجانب البحر شُيِّد أحد أهم الفنادق الراقية في إيران وهو أزادي - خزر. الفندق وهو من الدرجة الأولى عادة ما تُعقد فيه المؤتمرات والمداولات التي تُجريها إيران بشأن الوضعية القانونية للبحر مع بقية الدول المتقاسمة له.


كان يومنا حافلاً في المدينة وأطرافها. لذا فقد كُنا مُجهَدين عند عودتنا إلى البيت، وكان الظلام قد أرخى سدوله، ونُوّرت سقوف المحلات التجارية وواجهاتها بالمصابيح الكهربائية استعداداً لتبّضع الأهالي، وكان علينا نحن السّياح الاستعداد لمغادرة كلاردشت في صباح اليوم التالي حسب جدول الرحلة.


ويوم مغادرتنا كانت الغيوم تترى على سماء المدينة إيذاناً بسقوط أمطار وهبوب رياح باردة. ولأن تلك الأيام قد صادفت في تاريخنا العربي ميلاد ثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السلام فقد امتلأت المدينة بالزيجات والأفراح تيمناً منهم بتلك المناسبة.


الرحلة كانت ممتعة. وإذا ما قُمتَ بإعداد جدول مُبرمج للزيارة فإنك ستتلافى الكثير من المشكلات. كما أن على السائح القاصد لتلك المنطقة أن يُتقن ولو جزءاً يسيراً من اللغة الفارسية المحكية لكي يستطيع أن يمارس الرفض والقبول والإقدام والإحجام بشكل جيد.


 



التعليقات (2)

  1. avatar
    ابو يوسف

    شوقتنا يا استاذ محمد لزيارة هذه الاماكن الجميلة. اسأل الله ان يحفظ الجمهورية الاسلامية من كيد الاعداء وأن يبقيها ذخرا وسندا للإسلام ولمذهب أهل البيت عليهم السلام

  2. avatar
    ابو علي الجابري

    المفروض خير الكلام ماقل ودل شدعوة هواي كاتب حجي زايد

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع