شارك هذا الموضوع

لحظة من الحياة - بقلم معصومة سيد عيسى

بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى :" مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عليه *فــــــَمِنهم مَن قضى نــــَحبَه وَمنهم مَن ينتظر ومابدّلوا تبديلا"


 صدق الله العلي العظيم


 حقاً إن الأستاذ أحمد الإسكافي من هؤلاء الرجال الذين صدقوا النية مع الله بقلوبهم وجوارحهم وأفكارهم وسلوكهم وأقوالهم وأعمالهم ..عندما تقف أمام هذا الأستاذ العظيم فكأنك تقف أمام جبل شامخ لا تهزه العواصف ولا تنال منه بالمعاول.. إنه شخصية عملاقة فتح الله على  قلبه بالبصيرة والحكمة والورع..


 كان قلبه يملأه النور والضياء في وقت كانت فيه  قريتنا في ظلام دامس- رغم العمائم التقليدية-  ولكنه نهض من بينها وتفوق عليها بإخلاصه ونيته الصادقة وحمل راية الإسلام ومشعل الهداية للقرية المتواضعة البسيطة


  فأخذ باديء ذي بدء بتقوية إيمان الشباب النظيفة قلوبهم يريد بذلك خلق الكوادر الإيمانية التي سوف يعتمد عليها مستقبلاً في النهضة الإيمانية فكان يسهر معهم في مجلسه المتواضع  إلى منتصف الليل يربيهم على الفضائل والتقوى حتى أنه في كثير من الليالي كان هؤلاء الشباب يسهرون معه ويقضون ساعات الليالي بصحبته .. فماذا يا ترى كان يفعل معهم وماذا كان يقول لهم ونحن لم نشهد منه العبث أبد؟اً..


 قام  الأستاذ مع مجموعة قليلة من الشباب تحمل أعباء الدعوة إلى الله بتأسيس مشروع تعليم الصلاة أولا ثم مشروع التدريس  عبر حلقات توعوية لجملة من الشباب المتحمس..


وقد طرح علينا الأستاذ الإسكافي فكرة التدريس في مأتم النساء وكان ذلك في عام 1978م ونظراً لصغر سننا  وقلة إدراكنا وعدم قدرتنا على تحمل  الصعاب فقد  فشل المشروع – وأي مشروع كان ؟ مشروع  تعليم الصلاة ! وتم إغلاقه من قبل القائمات على مأتم السادة ...


بعد ذلك بأربع سنين  أي في عام 1981م طرح الموضوع علينا مرة أخرى  وبالخصوص أن العمل الرجالي بدأ في النجاح  والتطور بفضل القيادة الحكيمة المتمثلة في المرحوم الأستاذ أحمد  الإسكافي .. فمضينا مع فكرته ولكن كنا لانزال على درجة من البساطة وقلة المعرفة والإطلاع ولكن الأستاذ أحمد الإسكافي أخذ بيدنا خطوة بخطوة  نحوالنجاح هو مع الأخ أحمد عباس – هداه الله-  و مع الأخ أحمد الخباز   - حفظه الله


 فكانوا يجتمعون بنا أولاً بأول ويرسمون لنا خطوات الطريق ويوضحون لنا  معالم الدرب وبالتفصيل المفيد وكنا نطرح عليهم مشاكلنا جميعها ويبادرون بوضع الحلول اللازمة ويساعدوننا في كل الأمور وأهم من كل شيء كان يصعد من درجة الإيمان والتقوى فينا فهذه الصفة هي التي جعلتنا نتحمل الصعاب ونتخطى المعضلات بكل يقين وصبر واحتساب..


 وقام الأستاذ – إضافة لهذه الاجتماعات التدريسية التنظيمية – دروساَ عامة في المأتم الجديد – الشمالي- وكان هناك جهاز يمكننا من خلاله عرض الإشكالات والتساؤلات من خلاله ونتلقى إجاباته عليها مباشرة ، لينمي فينا روح الحوار والقدرة على طرح التساؤلات .


 وهكذا بدأ النشاط النسائي من الصفر تقريباً واستمرت هذه الاجتماعات والدروس لفترة طويلة  حتى أصبح لدينا القدرة على تحمل الصعاب بمفردنا وحلها بأنفسنا ، فقررنا أن تكون لنا اجتماعاتنا الخاصة المستقلة عن الرجال وبالخصوص أن الفترة آنذاك  كانت حرجة أمنياً.. كذلك أن تكون لنا أنشطتنا الخاصة حسبما تقتضيه المصلحة والحاجة..  وكان هناك توجيه غير مباشر من الرجال لناعن طريق زوجاتهم ..ومع مرور الزمن وتطور المرأة  أصبح لها القدرة على العمل بمفردها ومانراه الآن في منطقتنا السنابس من تطور العمل واستمراريته يرجع إلى الكوادر الإيمانية النسائية الصابرة المحتسبة الصامدة المستمدة ذلك كله من الله وهو خير حسيب والفضل الأول في كل ما تنعم به القرية من وعي يعود للأستاذ أحمدالإسكافي يرحمه الله

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع