شارك هذا الموضوع

موقف السلطات الجائرة من الإمام

من المعروف حديثاً وقديماً أنّ السلطة الغاشمة لا يهدأ لها بال ولا يقرّ لها قرار، فيما إذا كانت هناك جماعة تتبنى انتقادها وتعلن للملأ مدى ظلمها وجورها وإذا حصل من هذه الجماعة ما يقض مضجع الجائرين فسوف تحاول الانتقام منها بكل وسائلها وأساليبها الملتوية ولا يسكن لها نفس أو يغمض لها جفن إلاّ إذا قمعته أو أسكنته التراب فتنام بعد ذلك عينها ويهدأ بالها وتسكن نفسها.


والشيء الذي نقوله ليس شيئاً خيالياً وإنّما شيء واقع وملموس في عالم الحقيقة.


وأول دليل على هذا واقعنا المعاصر الذي لم يعرف الإنسان منذ وجد واقعاً أظلم منه وأشدّ جوراً على الإنسانية. وهذا الواقع الجائر ما هو إلاّ امتداد لتاريخ طويل عايشه الإنسان المتحرر مع الظلمة والجائرين.


ومنذ ذلك الحين والحكم لا يهتم إلاّ بمن يمدحه أو يثني عليه أو يذبّ عنه ويساعده على قتل الأحرار والتنكيل بالأبرياء وسجن الشرفاء وحرمان الأرامل والفقراء والأيتام والمساكين.


وكما ذكرنا عن أئمتنا أنّهم كانوا طليعة القوى المناهضة للشرّ والفئة الوحيدة التي دافعت عن كرامة الإنسان وحقوقه الاجتماعية والسياسية وقد كلّفها هذا الدفاع حياتها وراحتها، فعاشوا طوال أيامهم حيا‌ةً ليس فيها إلاّ القلق والرعب والخوف مشرّدون، نفوا من عقر دارهم كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر فقد تعقّبت السلطة الأموية والسلطة العباسية الجائرة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم تحت كل حجر وشجر وقتلوهم على الظنّة والتهمة ولم يغفروا حتى للشيخ الكبير ولم يرحموا حتى الطفل الصغير.


وناهيك ممّا ألمّ بإمامنا موسى بن جعفر (عليه السلام) من العذاب الممضّ والتنكيل الشديد على هزال بدنه وضعف قواه فقد بقي تحت وطأة العذاب وفي ظلمات السجن طيلة سبع سنوات في المدة الأخيرة على الأقل. ينتقل من سجن إلى سجن ومن سفّاح إلى آخر حتى انتقل إلى سجن (السندي بن شاهك) في نهاية المطاف.


وكان وراء هذا الحادث الإجرامي البشع جماعة لهم مآرب شخصية من وراء قتله وإبادته فتوصلوا للحاكم بكل وسيلة للخلاص منه حتى قتل مظلوماً مسموماً.


وعند ما قام الإمام الرضا بالأمر بعد أبيه قام أصحاب المصالح والانتهازيون يثيرون كوامن الحقد عند الرشيد غير أنّهم في هذه المرة لم يفلحوا.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع