شارك هذا الموضوع

موقف يحرك أمة

لم تكن كلمة وليست ردت فعل، الموقف يكون كلمة ولكن الكلمة قلما تكون موقفاً، هكذا صرخ الشيخ عيسى قاسم في أحد المحافل قبل ليلة من المسيرة الجماهيرية، صرخ مفاجئاً الجمهور الذي لم يتعود منه قوة الهتاف، ورافعاً كلتا يديه بحماس الشباب الذين رفعوا كلتا أيديهم مرددين لبيك يا إسلام.


أعلن الشيخ في الكثير من الفعاليات أن العَالِم يراهن على الإسلام على المرأة ولا على الرجل، وحين تتضح موقف الرجال والنساء والأطفال والشيوخ من الإسلام تتضح الخط الذي يراهن عليه العَالِم، فالكلمة حين تكون موقفاً تحدد مصير الأمة وتخط لها خطاً واضحاً، وتضع النقاط على الحروف، وترسم ملامح المستقبل البراق.


على الشارع العام أن لا يكون فوق هذه الكلمات الصادرة من أصحاب القرار الصائب، وأن يشارك بتقديم الرؤى والاطروحات التي من شأنها أن تسهم في إطار هذه المواقف التي تعالج الكثير من الملفات العالقة.


الشارع العام جسم مجروح يجرح في كل يوم ويطعن بالكثير من الطعنات التي ما زالت تتعاطى معها الجمعيات النشطة لتضميدها، كما أن هناك رجال أخلصوا للشعب لينال حقوقه، في محاولة لطي ومعالجة الملفات العالقة حتى ينال هذا الجسم دواءً يلبي حقوق المواطنين بالكامل.


هل يصح أن يكون هذا الجسم المجروح يشتغل لمعالجة ملفات لم يتركها النشطاء ولا الجمعيات التي تتعاطى مع معها لحلها؟ وهل تركت لكي يحملها المجروح الذي ما زال ينزف ويحتاج للعلاج؟


على الشارع أن يقف في الخلف، ويدع الكلمة تصنع الموقف، لا أن يتصدى هو بنفسه ويتقدم على الكلمة ويقع في مأزق الضياع الأمني، فأصحاب القرار معه ويتألمون لألمه ولم يتركوه ولو وراء القيود، فلو ترك كل صاحب رأي لأن يتقدم للصفوف الأولى لما حقق شيء للمواطنين.


من أسهموا في تضميد جراحات الشارع ليس من الصحيح أن يكون الأخير سهماً موجهاً على قلوبهم، وخنجراً يطعنهم في الظلماء فيما لم يتركوا هم رمحاً إلا واستقبلوه بصدرهم، فالقرار له قاعدة ونقطة واحدة تطلقه فليس من الخطأ أن تنوع القرارات من كل طيف إذ له قراراته وتوجهاته، ولكن يبقى للشارع أن يحصل على رأي وقرار واحد.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع