شارك هذا الموضوع

إقـامة الأربعينية على غير الإمام الحسين (ع) بـِدعـة

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهمّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّد
 
س: شيخنا الكريم ثمة ظاهرة بدأت في الانتشار على نطاقٍ واسع في الوسط الاجتماعي، وهي قيام بعض المؤمنين بتجديد العزاء على الميت في يوم الأربعين من وفاته، فهل إنَّ هذه الممارسة مشروعة أم لا؟


 ج: المستفاد من الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أن الحداد والعزاء على الميِّت ثلاثة أيام، فقد ورد عن الإمام الصادق: (ليس لأحدٍ أن يحدَّ أكثر من ثلاثة أيام) ونقل الشيخ الصدوق عن الباقر (ع) أنّه قال: (يُصنع للميت مأتمٌ ثلاثةَ أيامٍ من يوم مات).


وقد أفتى الكثير من الفقهاء بكراهة التعزية بعد اليوم الثالث خصوصاً إذا كانت التعزية موجبة لتجديد الحزن على أهل المصيبة.


وأمَّا إقامة العزاء على الميت يوم الأربعين من وفاته فلم ترِد فيه سُنَّة ولم يفعله أحدٌ من أهل البيت (ع) ولا من أصحابهم والمعاصرين لهم من السلف الصالح، نعم ثبت بالدليل القطعي استحباب زيارة الحسين (ع) يوم الأربعين من استشهاده واستحباب إقامة العزاء عليه بل إنَّ استحباب ذلك ثابت في كلِّ زمان ومكان.


 وعليه فإنَّ إقامة العزاء على الميت في يوم الأربعين من وفاته بقصد الاستحباب والخصوصيّة تشريع وبدعة.


نعم لا بأس بالاجتماع لقراءة القرآن والدعاء للميِّت وذكر أهل البيت (ع) وكذلك لا بأس بتأبين العلماء والشهداء والاجتماع لذكر مآثرهم ولكن لا ينبغي أن يتحدَّد ذلك بوقت حتى لا يتوَّهم الناس بأن إقامة الأربعينية للميت سُـنَّة.


فإذا أراد المؤمنون أن يقيموا مجلساً لميِّتهم يُتلى فيه القرآن ويُذكر فيه أهل البيت (ع) فليكن ذلك في أوقاتٍ متفرقة، إذ أن في انتظام الوقت وتحديده بالأربعين مساهمةً في إيهام الناس باستحباب ذلك بنحو الخصوص والحال أن الأمر ليس كذلك.


 أرجو أن يتفهَّم المؤمنون ما ذكرناه ويراقبوا ربَهم فيما يفعلون ويمارسون.
والحمد الله رب العالمين


سماحة الشيخ محمد صنقور
3 صفر 1427هـ

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع