شارك هذا الموضوع

الكرامة الإلهية

ورد في الحـــديث القدسي:(عبـــدي أطـــعني أجــعــلْك مثلي أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما امرتك تقول للشيء كن فيكون).


ومن هنا تنشأ معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء(عليه السلام) ، والفرق بينهما أن الأولى على سبيل التحدي، بخلاف الثانية فإنها على سبيل إظهار فضل الوليّ أو ما أشبه.


وأم البنين (سلام الله عليها) صاحبة الكرامات الكثيرة التي نقلت عنها متواتراً وشوهدت كذلك، وذلك بالنذر أو التوسل بها لتشفع عند الله .. بإهداء ختمة أو قراءة القرآن الكريم لها أو ما أشبه.


وقد سمعت طيلة حياتي كثيراً من كراماتها المتواترة ولا يسع المقام لبيانها.


هذا ومن الواضح أن قوانين الكون ـ وهي لا تعد ولا تحصى ـ إنما هي بأجمعها بإرادة الله سبحانه، والكرامة خارقة للقانون الكوني العام، وهي تدخل تحت قانون المستثنيات، فتكون أيضاً بإرادته تعالى، فالإرادة تشمل المستثنى والمستثنى منه كما لا يخفى..


فمن جعل النار محرقة جعلها برداً وسلاماً.


ومن جعل الماء لازماً لتساوي السطوح جعله فرقاً فرقاً كل فرقة كالطود العظيم.


ومن جعل القلب حينما يتوقف تسقط الأعضاء وأجهزة البدن عن العمل، جعله يرجعه إلى التحرك.. بإحياء الموتى.


وهكذا في سائر المعجزات والكرامات.


من غير فرق بين أن يكون الفاعل نبياً أو وصياً، حياً كعيسى(عليه السلام) أو متوفياً كنبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم).


وهكذا الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).وليس الأمر خاصاً بهم (عليهم السلام)، بل يشمل النساء الطاهرات، معصومة وغيرها أيضاً، كفاطمة الزهراء والسيدة زينب (عليهما السلام) بل وحتى العلماء ومن إليهم كما مرّ في الحديث القدسي.


ثم إنه ليس باختيار الإنسان نفسه أن يصبح نبياً أو إماماً وإنما (الله أعلم حيث يجعل رسالته).


أما أن يصبح ولياً من أولياء الله كالمقدَّس الأردبيلي (قدس سره) ، والسيد بحر العلوم (قدس سره) ، فهو باختيار الإنسان وذلك بتطبيقه ما تقدم من قوله تعالى في الحديث القدسي:(عبدي أطعني...).


ولو سمح التوفيق لبعض الأفاضل ليؤلّف كتاباً حول كرامات أم البنين (عليها السلام)المذكورة، فمن غير البعيد أن يجمع أكثر من ألف كرامة بإذنه سبحانه؛ قال عزّ وجل:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع